كان الأطفال طوال اليوم هادئين في غرفهم بمنزل {يزن} الذى حاول أخراجهم من تلك القوقعة، لكن يبدو أن تأثير غياب {شذى} و {شادي} شديد
تنهد و تحرك ليجلس جوار عمته التى قررت عدم تركه مع تلك الكوارث وحده، و سألها بحيرة :
_طب أعمل دلوقتي ؟!
العيال زعلانين مني عشان مقولتلهمش أن شذى و شادي مش هياخدوهم معاهم، و الهدوء ال هما فيه ده موترنيضحكت {فتحية} و هى تقول :
_مش قادر تقعد و البيت هادي يا بني_مش الفكرة ، بس يكون هادي و هما كويسين، مش و هما زعلانين بالمنظر ده، محدش أكل لقمة من ساعة ما شذى و شادي مشيوا
_خدهم السوبر ماركت يجيبوا حلويات و هينسوا مين شذى و شادي دول أصلاً، و بالمرة هات طلبات البيت
أستحسن {يزن} فكرة عمته، و ذهب لغرفة {شهم} و{سهم} - التى كانت غرفته و هو صغير - و دفع الباب، ليجد {شهم} و {سهم} جالسان بصمت فوق الفراش، و قد تألقت بعض الدموع بعينيهما، بينما كان {ريان} و {أركان} ينظران للسماء من النافذة و الأول يسأل بحزن :
_يعني ماما و بابا طايرين في السما ؟!هز {أركان} رأسه ، و قال :
_تيتا فتحية المفترية قالت كداكتم {يزن} ضحكة كت أن تفلت منه عندما سمع لقب عمته هذا، بينما عاد {ريان} يقول بحزن :
_بس ماما وحشتني أوي يا أركانعانقه {أركان} و هو يقول :
_و أنا كمان، بس تيتا قالتلي أن ماما كدا مبسوطةأبتسم {يزن} بسمة لطيفة، و قال :
_يا ولادنظر له الجميع ، فتابع هو :
_يلا عشان نازلين نجيب طلبات البيتثم غمز بعينه و هو يتابع :
_و نجيب حجات تانيةعلم الأطفال ما يعنيه {يزن}، و سرعان ما أرتسمت البسمات، و تحرك الأطفال ليرتدوا ملابسهم، لكنهم توقفوا فجأة و نظروا لـ {يزن} الذى رمقهم بريبة و هو يقول :
_في ايه؟!أجابه {ريان} و هو يحك رأسه :
_ماما كانت بتلبسناو للمرة التى لا يعلم عددها، يدرك أن مع كم المصائب المقترفة بسببهم، إلا أن في نهاية الأمر هم أطفال
دلف {يزن} للغرفة، و فتح الخزانة و هو يسأل :
_هدوم مين دي؟!هز الأطفال أكتافهم بجهل ،فزفر هو و بدأت أول مهامه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت {فتحية} قد بدلت ملابس {ليان}، فبدأت جميلة في فستانها الأبيض، و ذلك المشبك المتشكل على هيئة زهرة صغيرة ، و حذائها الأبيض الصغير الذى تعلقت به تلك الفراشة الحمراء الصغيرة
قبلتها {فتحية} بلطف و هى تقول :
_كوتي كوتي ،ايه الحلاوة دي؟! ايه الطعامة دي؟!_تيتا
أنت تقرأ
كوارث خالو الخمسة (مكتملة)
Short Storyأتعلم تلك الكائنات التى لا تتعدى الخمسين سنتيمتر؟! نعم تلك التى تنظر لك بعيونها البريئة بعد أفتعال أى كارثة، و تهتف بنبرة طفولية "أحبك"، تلك الكلمة التى لو صدرت من أى شخص آخر لربما صدقته، لكنك تدرك فورًا سبب تلفظ تلك الكائنات بهذه الكلمة التى تخفي خ...