أبتلع {يزن} لعابه بصعوبة، و ألتفت لشقيقته و هو يقول :
_آ. آه ،أصل أنا ... كنت معدي على مدرستهم فقلت لشادي أني هاخدهمأبتسمت {شذى} - و إن تعجبت نبرته المهزوزة - و قالت و هى تقترب :
_ربنا يديمك ليا يا حبيبي ،يلا يا ولاد عـ...قاطعها {يزن} فزعة بصيحة جعلتها ترتد للخلف :
_لا!ثم أسرع يقول :
_سيبي العيال معايا، أنتِ بقالك كام يوم تعبانة، أخرجي شوية رفهي عن نفسك عشان متنفذيش تهديدك و تطفشي بجدتحدث {شهم} بعدم مبالة :
_ما هى بتطفش عندك يا خالو كل أسبوعينزغر {يزن} لـ {شهم} ،و أشار له و لأشقاءه من خلف ظهره بالدخول لشقته بينما حاول هو إلهاء شقيقته عن تلك الكوارث المتحركة :
_متتعبيش نفسك و أنزلي روحي الكوافير، أو روحي أتمشي في المول شوية، أعملي أى حاجة من غير العيالتنهدت {شذى} بحالمية و هى تتخيل تتحركها دون التلفت حولها للأطمئنان على الأطفال، تتحرك بحرية دون قيود، دون الذهاب لألعاب الأطفال مرغمة، دون صرتخ و صياح غير مبرر
تذكرت شيئًا فجأة ،فرفعت حاجبها و قالت بقلق :
_بس شغلك يا يزن، أنت عندك تمرين بعد الساعة تلاتة و بيخلص تمانية بليل_ما هخلي أى حد ياخد الشفت بتاعي، مش قضية ،روحي أنتِ بس و أنبسطي شوية
حسنًا ،هو نسى عمله تمامًا، لكن لا بأس، مكالمة مع أحد الزملاء لن تضر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_يا أيهم عشان خاطري، عندي ظرف طارئ في البيت مش هعرف أجي
تنهد رفيقه {أيهم} و هو يقول بقلة حيلة :
_خاطرك غالي يا يزن، بس صدقني مش هينفع حد يغيب أنهاردة، في لجنة جاية عشان تشوف مستوى المتدربين، و أنت عارف أن كابتن صابر بيبقى عايز الموضوع يمشي زى السكينة في الحلاوةضرب {يزن} كفه بجبهته، و قال :
_يا الله، أنا نسيت الحوار ده خالص، طيب يا أيهم شكرًاثم أنهى المكالمة و هو يزفر بضيق، وضع هاتفه جانبًا، و مسح وجهه، لكن سرعان ما أنتفض عندما سمع صوت {شمندورا} المحتد ، فنظر لأولاد شقيقته، ليرى {أركان} و {ريان} يجذبان القطة المسكينة من عنقها و قدميها
ركض نحوهما و نزع القطة من بين يديهما و هو يقول بفزع :
_في ايه! هى أستك!ثم ربت على القطة التى كادت أن تكون ضحية لتلك الكائنات، جلس فوق مقعده، و نظر لهم و هو يسأل :
_ممكن أفهم بقى ايه ال حصل ؟!تحدث {أركان} صاحب الست سنوات و هو ينهض :
_زياد .. زياد و صحابه كانوا بيضايقوا سهمنظر {يزن} لـ {سهم} الذى كان يجلس هادئًا على غير العادة و هو ينظر للأسفل، فسأله {يزن} بحذر :
_مين زياد ده يا سهم؟! و عملك ايه؟!
أنت تقرأ
كوارث خالو الخمسة (مكتملة)
Historia Cortaأتعلم تلك الكائنات التى لا تتعدى الخمسين سنتيمتر؟! نعم تلك التى تنظر لك بعيونها البريئة بعد أفتعال أى كارثة، و تهتف بنبرة طفولية "أحبك"، تلك الكلمة التى لو صدرت من أى شخص آخر لربما صدقته، لكنك تدرك فورًا سبب تلفظ تلك الكائنات بهذه الكلمة التى تخفي خ...