نظرت {فتحية} لابن شقيقها بتعجب، و كذلك فعل الصغار، ثم قالت :
_في ايه يا بني؟!لم يجبها {يزن} ،و إنما تحسس وجهه، حسنًا، تلك اللكمات و الركلات التى نالها بالحافلة ذلك اليوم، جعله يتجنب {نازلي} بكل مكان، و ها هو قد صفع الباب بوجهها و بوجه {منذر}، {منذر}؟!
فتح {يزن} الباب مرة أخرى و هو يقول :
_منذر معلش بس..كان {منذر} يحدق به في صدمة، و كذلك {نازلي} ، و لم يستطع هو أتمام عبارته، أيخبره أن تلك الفتاة سببت له فزع أمامها؟! و مع ذلك الشبه بينهما، شعر بصلة تربطهما
، فقرر التراجع عن قوله، و تحدث بنبرة متأسفة :
_معلش يا منذر حقك علياتحدث {منذر} بقلة حيلة :
_أنت و نازلي نفس الجنان واللهثم أشار لحفيدته و هو يقول :
_دي نازلي حفيدتي الـ كلمتك عليها آخر مرةثم أشار له و هو ينظر لحفيدته متابعًا :
_ده يزن حفيد أختي الله يرحمهاهمس {يزن} بتهكم :
_أنت هتعرفني عليها، دي قلبت الأتوبيس كله على دماغيلم يسمعه {منذر} الذى أخرج بطاقة الهوية الخاصة بـ {يزن} و هو يقول :
_أنت وقعت بطاقتك لما كنت عندي آخر مرة و.._خد هنا يا شبر و نص!
هكذا قاطعه {يزن} الذى صاح بـ {شهم} و {سهم} عندما تسللا خارج المنزل، بعدما أبصرهما عند بداية الدرج، و خلال ثواني، كان {يزن} يقفز درجات السلم خلفهما، تاركًا {ليان} أمام {نازلي} و جدها تنظر لهما بفضول
أبصر {منذر} التؤام الصغير و هو يخرج صاعدًا السلالم، و تبعهم صوت {فتحية} التى كانت تمسك مِضرب الذباب بحنق :
_بقى خالكم يسيبكم خمس دقايق و أنا أدخل أشرب، تروحوا مكسرين شاشة التلفزيون؟!و لم تنتبه لـ {منذر} و {نازلي} الذان كانا يقفان أمام الباب، بل صعدت السلم و هى تردد جميع عبارات التوبيخ
نظر {منذر} لـ {ليان} التى تثائبت بنعاس ،و تقدمت نحوه بخطى متعثرة، حتى أنها كادت أن تسقط على وجهها، لولا أن {منذر} ألتقطها، و حملها على مرفقه، ثم نظر لحفيدته التى همست له :
_جدو، متأكد أن ده حفيد أختك؟!هتف {منذر} باستنكار و تهكم :
_بتهمسي ليه؟؟ ده الست طلعت و مخدتش بالها منا!_جدو!
_دو دو دو
كانت تلك الموسيقى التصويرية الخاصة بنا، نعم {ليان}
نظر لها {منذر} و هو يقول :
_شكلك أنتِ العاقلة ال فيهم يا بنتيعادت لتتثائب، فدست نفسها بين معطف الرجل و صدره، و أسبلت جفنيها لتريحهما من ضجيج أخوانها
بينما، و بالأسفل، كان {يزن} يقطع الطريق ليلحق بتلك الكارثتين قبل أن تحدث كارثة جديدة ،و لم ينتبه لتلك السيارة التى كادت أن تصطدم به، لولا ضغط صاحبتها لفراملها، و خروجها منها فجأة و هى تهتف :
_يزن!
أنت تقرأ
كوارث خالو الخمسة (مكتملة)
Historia Cortaأتعلم تلك الكائنات التى لا تتعدى الخمسين سنتيمتر؟! نعم تلك التى تنظر لك بعيونها البريئة بعد أفتعال أى كارثة، و تهتف بنبرة طفولية "أحبك"، تلك الكلمة التى لو صدرت من أى شخص آخر لربما صدقته، لكنك تدرك فورًا سبب تلفظ تلك الكائنات بهذه الكلمة التى تخفي خ...