رِفاق

108 9 7
                                    


ماذا لو تعامَلنا بشكل مختلف
هل كانت حياتنا ستتغير؟
لو كل شخص منا فهم الآخر
هل كنا لِنؤول إلى ما نحن عليه؟

*****

"عُدت لمنزلي
أغلقت الباب و بالكاد أستطيع التنفس
هل هذا هو الشعور حينما ترى شخصا كان مقربا منك؟
الكثير من الألم بينما رأيتها تَحُك أظافرها باستمرار لكثرة توترها وحزنها
وصوتها المبحوح حينما سألتني لو كنت بخير
وعيناها التي تصنع طبقة من الدموع بالفعل لكنها تأبى بأن تسقط
الكثير من الألم لأني لازلت أفهم ما تشعر بِه
لأن الشخص الذي تفهمه جيدا، تفهمه أكثر من ذاتك
هو شخص غريب عَنكَ الآن

"كنا"
حينما خرجت تلك الكلمة من فاهِك
سمعت حزنك يتردد بأذني
يخبرني بأنكِ تتألمين
آسفة لجَعل صوتك حزين
آسفة لأني أخبرتك بعكس مشاعري

*****

'أمام عملها تقف مشوشة الذهن
تحاول الابتسام بقدر الإمكان،
لا وقت لديها حتى لأن تبكي
دخَلت لتُحيّى الجميع بابتسامة عريضة
ما أقسى ألا يكون هناك متسع للحزن حتى
أن تُجبر على الابتسام فقط كي لا يسألك أحد لمَ أنت حزين!
أحقا لا يعلمون؟
أن الحياة أجمعها سببا كافيا؟
وأن كل شيء يؤول للبكاء
حتى تلك الأشياء التي تحبها'

وبعدما جلست على مكتبها
شاهدت بعض الفتيات في الثانوية من الشَرفة
كُنّ يبتسمن بمرح،
واحدة تقفز بسعادة لأنها فازت بتحدّ
والثانية خسرت عمدا فقط لترى ابتسامة صديقتها
والثالثة تنظر إليهما كأنهما كل عالمها

تنهدت قائلة:
لمَ تصادفني الأشياء التي تذكرني بكن دائما؟

ثم بدأت بالعمل الذي لا نهاية له..

*******

قبل سنوات
الصف الثاني الثانوي
تجلس آيلا على الدرج أمام منزلها
بانتظار حافلة المدرسة بضجر
إلى أن وصلت الحافلة لتصعد إليها
كل اثنين يجلسان سويا
وهي وحدها

ولكن ذلك لم يدُم طويلا
فبعد دقائق صعدت روز هي الأخرى قائلة:
مرحبا عمي
ثم جلست بجوار التي تقبع وحدها

تعجبت آيلا قليلا
فتاة مفعمة بالحياة، تبتسم ببهجة
النظر إليها فقط يشعرك بالورود تتساقط ورائها
عاودت النظر لهاتفها
وبعد لحظات شعرت بصوت أنفاس تقترب منها
التفّت واجدة تلك الفتاة تناظرها عن قرب
لتقول فجأة:
اسمي روز وأنت؟

أجابت بتقطع:
اسمي آيلا، تشرفت بكِ

_لنصبح صديقتين
لأني لا أريد أن تجلسِي وحدك ثانية

في أَبريل | In Aprilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن