الحقيقة

9 1 0
                                    

غسق ، تسعة عشر عاماً من الهدوء ، اسكن في بلد الخير والحب والعطاء (كما كُنت اتصور)
بلد الوجهين والنفاق والظلم ،بلد مُحب للذكور
قاتل احلام النساء ،مغتصب لاجسادهن ،فارض سيطرته عليهن.
هذا ما عرفته عن بلدي
انا من ارض مارانا تربيتُ فيها الى جانب عائلتي ،اكلتُ من خيراتها
كانت احدى المدن الجميلة
لم تكن مدينة فحسب كانت ، حياتي ،عائلتي كُل ما املك الى ان خسرتها ام خسرتني !

١٦٦٤ ، الرابعة عشر من شهر اكتمال القمر
الساعة الثالثة والنصف ، اذان الفجر في ارجاء المدينة
ايقضتني والدتي الى الصلاة وايقضت اخوتي
كان لي اخ واحد واختان
ابي من كبار المدينة كان احد قضاتها اسمهُ:سليم الحسني
امي كانت امرأة حادة لا يمكن لأي شخص ان يعارضها بشيء اسمها :نادية مصطفى
لا احب ان اتأخر في صلاتي توضيت وبدأت بالصلاة
صوت عالي خارج المنزل ، فتاة تصرخ وحدها قائلة : استيقضوا يا اهل مارانا ، قتلوا كل من احب
الا يوجد شخصٌ فيكم شريف ، هل جميعكم بلا شرف .
لم اكن لاقطع صلاتي ، اكملت الصلاة واخرجت رأسي من اعلى نافذتي لأرى ماذا يحصل
لن انسى شكلها ، كانت فتاة سمراء ، بُنية العيون ،الدم يغطيها من كُل مكان ،شعرها نصفهُ في الارض
دموعها كانت نهرًا
تمتمت في نفسي من هذهِ يا الله لماذا حالتها هكذا ، لن اتركها بوضع كهذا
خرجت من غرفتي الى الاسفل لاخرج اليها واذ بوالدي يمنعني من رؤيتها
والد غسق : ماذا تفعلين ! هل انتِ بوعيك ! تريدين ان تخرجي لرؤية من اصدرت الحكم بحقها
هذهِ ليست الا مجنونة ، تدعي اشياء من وحي خيالها لن تخرجي اليها ،اتريدين ان يقول الناس ابنة الحاكم تساعد من تتهم والدها
غسق:لكن ..
والدة غسق!لكن ماذا ، هل تعترضين على كلام قاضي قضاة المدينة ! اذهبي الى غرفتك لا اريد ان اسمع لكِ صوتاً
غسق:لم ارى امي وابي بهذه الحالة سابقًا ، ذهبت الى غرفتي والفتاة ما زالت تصرخ وتبكي قائلة
^لن يغفر الله لك ايها القاضي ستعيش طوال عمرك تتمنى مغفرتي ، وانتَ لديك عائلة سترى نفس عذابي فيهم ^
غسق:بكيت على بكائها لماذا كان ابي متوترا هكذا !هل هذه الفتاة مجنونة حقا
بقيت هذه الافكار تدور في رأسي الى ان نمت
استيقضت في التاسعة صباحًا رأسي يؤلمني كان هذا اليوم غريب منذُ بدايته شعرت ان شيءٍ قد يحدث في هذا اليوم
استغفرت ربي وخرجت الى الاسفل
والدة غسق :ماذا بك يا سليم هل ستبقى متوترا الى ان يكشف امرك ، هل انتَ بلاء عليَّ ،لن أُفضح بسبب خطأ منك
والد غسق:انتبهي على كلامك يا امرأة ،اعرفي مع من تتكلمين ،امامك قاضي قضاة مارانا
والدة غسق:بصوت عالي مع قهقهة ، كان ذلك قبل ان تجعل هذه الفتاة مجنونة يا حبيبي الان انتَ مجرد شخص ظالم في نظري
والد غسق:وانتِ يا نادية الم تفعلي شيءٍ ،هل تظنين انني لا اعلم ، كم انتِ غبية ،والان ستخرسين وتجلسين بلا صوتٍ يا حبيبتي
غسق :نزلتُ وانا ارى وجه أمي شاحباً كانها لم تنم ،صباح الخير يا ابي وامي
والد ووالدة غسق : متى جئتِ
غسق :تواً نزلتُ ،هل هنالك شيء
والد غسق : لا شيء
غسق :تناولت فطوري وخرجت كما افعل كل يوم لاسقي زهوري في حديقتي امام القصر لكن اصوات الفتاة في رأسي ، يا رب احفظ لي عقلي واخرج الاصوات من رأسي
حتى مر رجلٌ مُسن يواجه صعوبة في الحركة ،توجهت اليه لاساعده
الرجل المُسن : ابتعدي لا تلمسيني، انتِ ابنة القاضي الظالم
غسق :ماذا تقول!
الرجل المُسن :جميعكم مثل بعض تنافقون وتكذبون لا احتاج الى مساعدتكِ
غسق :وهي تبكي ، لا تقول عن والدي هكذا ،فهو لا يظلم احدا
الرجل المُسن :استيقضي يا بنت وذهب
غسق :عدتُ ابكي الي غرفتي ،ماذا يقولون !لماذا يفكرون بأن ابي ظالم !
دفعني فضولي الى معرفة السبب
خرجت الى مسجدًا كان قريبا من القصر ذهب معي حارسان بوسط الطريق واذ بنفس الفتاة تنظر الي بنظرات غريبة فتحت عيوني على وسعها متفاجأة اتمتم في نفسي :لا ليس مجددًا ،هذه المرة فضولي لن يدعني اتجنبها
غسق : بصوت عالي تصرخ ، انتِ نفس الفتاة توقفي ارجوكِ اريد ان اتكلم معكِ توقفي....

حُكم صارِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن