{ 2 }

601 50 4
                                    

{ معظم الذين جربوا الحب لم يحبوه }

* * * *

قد حل المساء اليوم التالي من بداية سرده حول ما يتعلق بإنفصامه و الذي مر فقط بين جدران غرفته التي شهدت على الكثير بينه و بين الآخر الذي كان الأول من زار منزله و طأت قدمه به و هو لم يقصِّر و قام بتخليد وجوده و بصماته التي غدت غير مرئية الآن ، من القبلات الحامية و إحتراق الأعناق و ألتحام الأرواح كل تفاصيل الأجساد العارية كان قد سبق و صورها سقف غرفة فيلكس لذا هو إستلقى مقابلا إياه معيداً الأحداث بصورة ملوّنة في زاويةٍ ما منْ مكبّ ذاكرته . .

حمل جسده المتهالك الهزيل ناحية الحمام نقعه في الماء مبرّدًا إحتراقه اللامرئي و خرج مرتديا ما يليق بجسده و مكانه الليلي المعتاد ، لم يكن غير بنطال كلاسيكي أسود أرفقه بقميص قصير الأكمام من نفس اللون و كسر الأسود بحذاء رياضي أبيض ، شعر مبعثر و حلقات دائرية ، عطر مركز و كل شيء مثالي إلا داخله .

إلتقط مفاتيح سيارته و محفظته الجلدية من المنضدة أمام الباب و خطى خارجه بخطوات هادئة ، هي لم تكن تمثله أبدا فهو في حربه الداخلية التي لم يظهر من الهازم و المهزوم منها منذ 400 يوم تقريباً ، هي ستظل قائمة ، الى متى ؟ لا أحد يعلم

ركب سيارته و أول ما قام بفعله لم يكن لا ربط الحزام و لا تشغيل السيارة و لا حتى وضع المفاتيح في مكانها ، بل كان إلتقاط علبة السجائر معانقا واحدة بين شفتاه ، أشعلها و إستنشق ما يكفي لتلوين رئتيه بالأسود ببطئ شديد و فور ما فعل إبتسم لذلك متنهدا حينما مر على عقله ما كان يقوله الكحلي

" أقلع عن السجائر يا شهْدَتي هي لا تليق بشفتاك"

أخرج هواءها المحترق من رئتيه متمتما
" لن أقلع عنها ، حتى تفعل هي "

دخل الحانة المملوءة ، اليوم كسر القاعدة و أتاها و هي مكتضة لم يقدر على البقاء بين الأطياف

توجه ناحية المنضدة و طرق فوقها كالعادة جاذبا إنتباه تشان

" أوه ، سيدي الرئيس ما الذي أتى بك مبكرًا ! لم يحن وقت إستيقاضك بعد . . "

تكلم تشان بشيء من السخرية
لم تتغير ملامح فيلكس فقط بقت ثابته و هذا شيء لم يكن غريبا على ذلك النادل

" أعطني زجاجة ليكور جيدة و أرفقها بكأس "

" واه ؛ ما بك ؟ قطتك أهربت ؟"

" لا ، لكن هو يريد الخروج تشان ناولي الذي طلبت فأنا على الحافة .. "

" همم ، حسنا "

BITTERSWEET || hyunlixحيث تعيش القصص. اكتشف الآن