لم يهدر (إياد) أي وقت وطلب من (ياسر) تزويده بجميع ملفات القضايا غير المحلولة والمقيدة ضد مجهول وبدأ بقراءتها ودراستها واحدة بعد الأخرى على مدى أيام عدة مستهلكاً خلالها الكثير من السجائر وأقداح القهوة التي كان يطلبها باستمرار من (ياسر ) الجالس أمامه دوماً على كرسيه لدرجة أنه لم يعد يتكلم لطلبها فبمجرد أن يرفع أصبعه في الهواء ينهض (ياسر) فوراً ويخرج ليعد له قهوته السوداء المملوءة والمشبعة بالسكر.
بقي الاثنان على تلك الحالة لمدة تجاوزت الأسبوعين ولم يخرج (إياد) من المكتب للميدان أو يقدم أي تقرير لمدير الشرطة عن أي تطورات جديدة تخص تلك القضايا مما دفع (غازي) لزيارته يوماً في مكتب الأرشيف والدخول عليه وهو منكب على الملفات المتراكمة أمامه ومدفون بينها ومن شدة تركيز (إياد) بها وانغماسه لم يلحظ دخول
(غازي) عليه لكن (ياسر) انتبه ووقف مقدماً التحية لرئيسه الذي أشار له بالخروج وتركه مع (إياد) وحدهما.جلس (غازي) على كرسي (ياسر) وبقي يتأمل (إياد) حتى لاحظ وجوده فأغلق الملف الذي كان بيده وقال عميد (غازي)؟.. عذراً.. لم ألحظ وجودك
(غازي): لا تشغل بالك.. هل نتج شيء عن وجودك هنا كل هذه الفترة ؟ (إياد) واضعاً الملف جانباً ملتقطاً علبة السجائر مشعلاً لفافة نوعاً ما... معظم وقتي أمضيته في ترتيب عمل موظفيك
غازي): ماذا تقصد؟
(إياد) واضعاً السيجارة في فمه مشيراً لثلاث مجموعات من الملفات مكومة على الأرض بجانبه بالرغم من تقصير محققيك في جمع الأدلة المطلوبة بشكل صحيح ودقيق ناهيك عن العبث الذي حدث في مسارح الجرائم من قبل أفراد الشرطة إلا أن بعض القضايا تم حلها ...
(غازي) مبتهجاً حقاً ؟!.. كم قضية ؟!.. أكثر من عشر ؟!
رفع (إياد) كومة ملفات من على الأرض ووضعها على سطح المكتب أمام
(غازي) وقال:
العدد الإجمالي ٣٥ قضية».. كل قضية يوجد داخلها تقرير يشرح
سبب الاختفاء وفي حال وجود مجرم تم تدوين اسمه وعلاقته بالضحية
وبعض القضايا لم تكن اختفاء، بل مجرد هروب..»
غازي) بتعجب كيف تمكنت من ذلك وأنت لم تخرج من هذه الغرفةإلا للذهاب للمنزل في وقت متأخر ؟!
(إياد): في الحقيقة بت هنا بضعة أيام متفرقة بعد ما طلبت من (ياسر) تزويدي بفراش ولحاف
(غازي): دعك من ذلك.. لم تجب على سؤالي.. كيف تمكنت من حل هذه القضايا دون بحث ميداني ؟
أنت تقرأ
النداء
Mystery / Thrillerحبكة بوليسية مشوقة لا تتشابك فيها القضايا الغامضة فحسب بل تتماهى الحدود بين الأبعاد وتتداخل عوالم الروايات راوية لأسامه المسلم