نقطة في بحر أحزاني

(خاطره) التعايش

الظروف تجبرنا على التعايش مع تغيرات الحياة فليس بيدنا اجبار أحد على البقاء أو الرحيل ربما يكون في انفسنا شيء ما ولكن "تجري الرياح بما لاتشتهي السفن" ليس بيدنا شيء سوى تقبل الحياة بكل تغيراتها ربما نصبح ضحية لإحدى تغيراتها ربما لاتعجبنا ربما تؤلمنا او تجرحنا او تترك في انفسنا أثر بعض التغيرات "ولكنا مجبرون "على تحمل كل هذا كي تستمر الحياة فقط وتمر الأيام بسلام

فكم  سنعيش في حزننا يوم يومين اسبوع شهر سنه سنتين أياً كان "حتى الحزن سنتعب منه ذات يوم "وسنعود لفكرة التعايش ربما لأنها آخر حل لدينا وقد نتناسى ونقرر المضي قُدماً ولكن يظل فينا شيء قد نسميه "جرح"أو ربما "فراغ "لذا قدنتألم بصمت تنكسر أشياء بداخلنا بصمت ولايسمع صوتها سوانا ومع هذا نظهر البرود حتى أمام من نحب ربما لأننا نعلم بأنه لايشعر بنا ونحن بالمقابل لانستطيع ايصال مشاعرنا بالطريقة التي نريدها أو لاننا وصلنا الى طريق مسدود فيكون الرحيل الطريق الوحيد الذي سنسلكه.......

أنا لم ارى اصعب من مشاعر تحرق اعصابك وتستنزف قوتك وصحتك ولياقتك وتجعلك مريض وانت في عافيتك من اجل من لايشعر بك او بألمك وكأنك تحرق نفسك من أجل أن  تضيئ لأحدهم عتمة ليله.....

ولم ارى اصعب من مشاعر الكتمان التي تقتلنا باليوم ألف مرة والأصعب أنك تعلم بأن حتى لو تحدثت حديثك لن يفرق معهم لذا تكتم

ولم ارى اصعب من المشاعر الذي يحكم عليها صاحبها بالسجن المؤبد كأن يحب أحدهم بشده ولايخبره يغار عليه حد الجنون ويحترق ويموت ألف مره ولايخبره أن يبكي ألماً على فراقه اوغيابه ولايخبره أن يتجرع المر من أجله وأن يضحي بالكثير وبنفسه أيضاً أن يعمل المستحيل حتى لايرى الحزن أو الدمع في عيون من أحب ولكنه لايخبره أن يموت شوقاً إليه وعندما يراه يمثل البرود وفي داخله بركان حزن حب ألم شوق ولايخبره حتى بكلمة ويذهب يبكي وحيداً ويتمنى الموت........ كل هذه المشاعر لأنه أحب شخص ليس من حقه أن يحبه شخص لن يكون له من البداية "شخص لن يكون له حتى في أحلامه "

ومع هذا يتعايش مع الأمر ويجبر العضلة التي ستنفجر في صدره أن تتحول الى حجره ولكي ينجح في فكرة التعايش سيختار بين شيئين إما أن ينطوي ويعيش بحزن ووحده منعزلاً عن العالم أو أن يصبح كاتباً ليخرج مافي قلبه للعالم............ إنتهى.

فيفانا علي 💙