الفصل الخامس عشر - مطاردة الهارب

25 4 0
                                    

كان رشاد يقود السيارة متوجهًا إلى مكان في ضواحي المدينة يبتسم بسرور ..

_ إلى أين تأخذنا يا عم؟!

كان يجلس في الخلف، رامي ومعه حسان وقد استعادا عافيتهما في المشفى ..

_ مكان ستعيشان فيه بأمان

ابتسم رامي بألم ..
_ أمان؟! ما زال الرعب الذي عشناه لن يفارقنا للأبد

تنهد رشاد بينما ينظر إليهما عبر المرآة الأمامية، بنظرة مشفقة على حالهما التي وصلا إليها بسبب ذلك الوحش عديم الإحساس ..

وصلوا إلى الوجهة، كانت حديقة مليئة بمختلف الأشجار والورود العطرة الرائحة، وبينما كان الولدان ينظران لما حولهما بإعجاب لاحظا رشادًا يلوح لمرأة يافعة تقف أمام المبنى وسط الحديقة ..

كانت المربية في الملجأ ..

_ أرجو أن تعتني بهما يا سيدتي

_ إنهما في أيدٍ أمينة يا رشاد، لا تقلق وعد إلى عملك، لا بد أنك مشغول

ودّعهما رشاد بابتسامة واسعة، كما لوحت له المربية، ابتسم لها رشاد بعين حانية مليئة بذكريات الطفولة التي عاشها في هذا المكان، ودّع المكان وقاطنيه وانطلق بسيارته ..

**
في مركز الشرطة، كانت القوات متمركزة في غرفة الاجتماعات يناقشون أمر المجرم الفارّ ويحاولون بشتى الطرق العثور على طرف خيط يقودهم إلى مخبأه ..

_ حسنًا يا رفاق ..
قال هاشم وقد بدأ يشرح كل ما توصلوا إليه إلى الآن ..
_ بتنا نعرف الآن هوية المجرم، لكنه قد هرب ولم نستطع الوصول إليه، لقد كان ينتقي ضحاياه من مرضاه الذي أجرى لهم جراحة ليحصل منهم على عينات لمشاريع بحث غير مشروعة

تابع ساري بقية ما وصلوا إليه ..
_ كان يذهب إلى بيت الضحية فيجبره على استنشاق الآيزوفلوران ليسقط مغشيًا عليه ثم يبدأ العملية التي حضر من أجلها .. وبعد أن يفرغ يعيد تقطيب الجرح ثم قتل الضحايا بدم بارد ..

_ لا بد أنه فعل ذلك حتى لا يعلم أحد هويته، لن يشك أحد بجرح العملية على رأس الضحية تماما كما حدث معنا في قضية والدي آدم عندما أغفلنا أمرها ..

قالها هاشم وأنظاره مصوبة إلى آدم المسكين الذي قد انفتق جرح قلبه من جديد، وبينما كان الجميع يتبادلون نظرات ملؤها الصدمة تقدم هاشم يتكئ بذراعيه على الطاولة بصلابة ..

_ لذلك يجب أن نجده ونجعله يدفع الثمن

تابع رشاد بالخطة التي سيتّبعونها ..
_ أولا علينا نشر صورته حتى نعلم بتحركاته من الناس وهذا سيسهل علينا الاقتراب من موقعه ولو قليلًا، علينا تفقد استخدامه لبطاقته الائتمانية وهاتفه ولوحة سيارته بأي طريقة لنتتبع توجهاته في المدينة، هل أنتم جاهزون؟!!

شاهد أعمى || صوت صفير الإنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن