إقتباس.

49 7 6
                                    

دلفت لمياء بخجلٍ ظاهرى إلى المكان وهى تحمل صينية الضيافه بين يديها. إقتربت بخطواتٍ مُتردده نحو الطاوله التى تقبع أمامه لِتضع عليها المشروبات بحذرٍ ويديها ترتعش بتوتر.

شكرها هو بلطف، لِتقترب من إحدى الكراسى التى تبعد عن خاصته كثيرًا وتجلس عليه وهى تنظر للأسفل بخجل.

طالعها هو بعدم فهم يُردد بإستنكار.

_ لا حضرتك مَ تطلعى تقعدى فى الأوضه اللى جنبنا أحسن ونتشات صوت من غير صوره.

رفعت رأسها تُردد بحده.

_ أفندم؟!

_ نعم الله عليكى.

ردد هو بإبتسامه سمجه، لتُردف هى بعدم فهم.

_ أنا قولت أفندم علفكره مش نعم.

_ عارف. أنا بحاول ألطف الجو بس مش أكتر.

ردد هو بهدوء، لتُردد هى بحده.

_ إممممم. بتستظرف يعنى. طب علفكره بقا إسمها أنعم الله عليكى مش نعم الله عليكى.

_ لا والنبى مش هنبتديها بجدال.

ردد هو بذعر مصطنع. لتُردف هى بحده بسيطه وهى تُدير وجهها الجهه الأخرى.

_ الحلفان بغير الله حرام.

جحظت عيناه يهتف بغضب.

_ يعنى حضرتك هتقربى شويه نتكلم زى الناس الطبيعيه؟ ولا أتكل على الله أشوف حالى.

ضيقت عيناها وهى تُطالعه بتركيز .ثم إقتربت دون سابق إنذار تجلس على مقربه منه. ليتراجع هو بخضه بسيطه، لتُردد هى بهدوء وثقه.

_ أنا لمياء. واحد وعشرين سنه. كلية فنون جميلة. وأهم حاجه قارئة روايات حضرتك.

طالعها بعدم فهم لكلماتها الأخيره. ثم هتف بسخريه.

_ وأنا مازن. 26 سنه. مهندس. وأهم حاجه مُشاهد مسلسلات حضرتك.

_ أنتَ بتتريق.

_ لا حضرتك إنتِ اللى بتتريقى.

همس هو بسخريه وضيق واضح لتُردد هى بهدوء.

_ يا أستاذ أنا فعلا قارئه روايات.

_ أه وحضرتك بتعرفينى ليه يعنى؟! علشان أقول دى المرأه المثقفه التى يهابها الجميع وأطلع أجرى يعنى ولا إيه؟!

تسائل هو بسخريه لترتسم بسمه بسيطه على ثغرها. تهتف بهدوء.

_ لا حضرتك علشان تعرف إن فى شروط مقدرش أتنازل عنها لازم تتوفر فى شريك حياتى.

_أه قولى كدا. طب يالا هنبدأ ب "إيكادولى" ولا هتسألينى الأول عن "دوستويفسكى. "

تسائل هو بإبتسامه مصطنعه وقليل من السُخريه. لتُردد هى بفرحه عارمه.

_ لا متقولش. إنتَ قارئ؟

_ لا والله مَ حصل حضرتك.

ردد هو بحزن وأسف مصطنع. لتهتف هى بخيبة أمل.

_ تبقى مذاكر كويس بقا.

_ لا والله حضرتك هى بيدجات الفيس قايمه بالواجب وزياده.

هزت رأسها بهدوء تهتف بقليل من المرح.

_ دا إحنا كدا محتاجين نغير الأسئله بقا.

_ أتوقع يافندم.

هتف هو بإبتسامه بسيطه. لتُردد هى بتفكير.

_ تمام نبدأ بالسؤال الأول. حضرتَك لو جيت فى الرؤيه الشرعيه وإكتشفت إن أنا عندى رهاب إجتماعى هتعمل إيه؟

_ رهاب إجتماعى مره واحده. يا شيخه قولى حاجه غير كدا. دا إنتِ عندك كل ما هو عكس الرهاب الإجتماعى.

هتف بسخريه لاذعه. لتُردد هى بضيق.

_ دا إفتراض حضرتك إفتراض. جاوب بس يا أستاذ لو سمحت ومتتريقش كتير.

_ كُنت هحبسك فى أوضه وأخليكِ يجيلك رهاب أكتر مَ انتِ يمكن أريح الناس من شرك.

همس هو بتلك الكلمات بجديه لتجحظ عيناها بصدمه، سرعان مَ إختفت، وظهر فجاءه مُفكرة صغيرة بيدها وقلم لا يعرف من أين أتت بهما وأخذت تُدون شئ ما فى المُفكرة، ترتَسم على وجهها خيبة الأمل.

ثم رفعت رأسها تستكمل تساؤلاتها بثقة.

_ نيجي للسؤال التانى. حضرتك لو إنتَ دكتور وظهرلك شبح اللى هو أنا هتعمل إيه؟ هل هتقع فى عشقى وتدور على الماضى بتاعى وتقدر تلاقيني وهتسميني أم فتحي ولا هتعمل إيه؟

_ شبح؟! وأم فتحي؟! إنتٍ فعلا شبح. حضرتك هو إحنا هنا فى رؤيه شرعيه ولا فى برنامج رامز وشبح القصر؟!

همس هو بتلك الكلمات بضيقٍ منها. لترمُقه هى بتفكير عدة ثوانى ثم تدون شئ ما فى مفكرتها بسرعه شديدة، وترفع رأسها تتسائل بنفس ثقتها السابقه.

_ تمام. السؤال اللى بعده.

        ***************************

_أتمنى الإقتباس ينال إعجابكُم، ويحمسكُم للقادم.

_يا ترى السؤال التالت ممكن يكون إيه؟ وإيه الشخصيه التالته اللى بطلتنا ممكن تكون مهووسه بيها؟

_وأخيرا متنسيش التصويت يا قمر. 

_ يُتَبَع.
_ هوس قارئة.

هوس قارئة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن