1.ألم

37 6 9
                                    

ٰ

في يوم ممطر حيث تغطي السحب البيضاء السماء الصافية
لتبلل أراضي تلك المنطقة..

بينما تقف فتاة عند نافذة غرفتها ، تشاهد هطول قطرات الماء بغزارة من وسط تلك السحب ، لتهطل معها أدمعتها التي لم تستطع إقافها مهما حاولت

" أديلا! " هتاف صدر من وراء باب غرفتها لتمسح أدمعتها بسرعة قبل أن تلمحها أمها او بالأصح...زوجة أبيها

" نعم أمي " أجابت بنبرتها المبحوحة و المنخفضة بملامحها الذابلة كما عهدتها زوجة أبيها دوماً

" هل بكيتِ مجدداً؟ " تسألت زوجة أبيها و التي تدعى هانا
حيث جلست على سرير غرفة تلك الفتاة الذابلة

" تعالي إلى هنا " تمتمت هانا بينما تمد يديها الإثنتان نحو أديلا تدعوها لحضنها ، و المعنية كانت تنتظر ذلك منذ مدة
إقتربت منها لتحتضنها بذراعيها النحيلتان بقوة

" كنت بحاجة لهذا يا أمي " همست أديلا بنبرة مهتزة أثر الغصة التي داهمت حنجرتها و أدمعتها التي تسابقت فوق وجنتيها بخفة لتغلق هي عينيها بقوة تحاول كبحها

لكن إهتمام زوجة أبيها لها أشعرها بالأمان و الراحة دوماً
" أخبريني أديلا ، لماذا تبكين عزيزتي؟ " همست لها هانا بينما أخذت تمسح على شعرها الأسود الطويل برفق و لطف شديد

لترتخي ملامح وجه أديلا أثر ذلك ، ثم تفوهت بتردد طفيف
" لماذا أبي و أخوتي..يكرهونني؟ "

تنهدت هانا بخفة ثم أبعدتها عن حضنها ببطئ
لتجعل وجهها يقابل وجه أديلا

" لا تهتمي لهم عزيزتي ، هم أغباء و لا يدركون قيمتك...إن كانوا يكرهونك حقاً..فأنا أحبك أديلا! " أردفت تبتسم لها

لتبتسم المعنية بطمأنينة ، ثم إحتضنتها مجدداً
" شكراً لوجودك أمي.. "

...

آديلا.

الساعة أصبحت السابعة و النصف مساءاً و هذا يعني أن وقت العشاء قد حان و على كل أفراد عائلة ديمير النزول لطاولة العشاء ، عداي بالطبع..

و ما أقصده بأفراد عائلة ديمير ، أبي ديمير جين ، و أخي الكبير شون و أختي الأكبر مني ايضاً ميا و كذلك زوجة أبي هانا و التي تكون بمثابة أمي

أما أنا فلا يمكنني الإنضمام لهم...

لطالما أكلت في غرفتي بمفردي ، لوحدي..

و هذا لأنني كلما حاولت الإقتراب منهم يقومون بإيذائي..
أبي و إخوتي يكرهونني و بشدة

DEPRESSION | إكتِئابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن