01

66 10 8
                                    

♡♡♡♡
أجلس وحدي في غرفتي، أنظر إلى صورة عائلتي المعلقة على الحائط. أتذكر اليوم الذي تركت فيه كل شيء مألوف ورحلت خلف حلمي بدراسة علم النفس. كانت الرحلة صعبة للغاية، مليئة بالتحديات. الفراق عن عائلتي كان أصعب قرار اتخذته في حياتي، لكني كنت مصممة على تحقيق هدفي. أفتقد ضحكات أمي، وعناق أبي، ودردشة أخوتي. أفتقد رائحة طعام أمي، وأصوات الحي الذي نشأت فيه. أحياناً أشعر بأنني غريبة في هذا المكان، وكأنني أعيش في حلم ليس لي رتبت ثيابي في الحقيبة البيضاء الموضوعة على سريري انوي العودة لأرض الوطن اليوم عاينت مضهري امام المرآة للمرة الأخيرة، أنظر إلى انعكاسي بتمعن.ارتدي تيشيرت أسود قصير يبرز وشم الوردة الصغيرة على بطني، تذكيرًا بقرار اتخذته في لحظة ضعف. البنطلون الواسع يتراقص مع كل حركة من حركاتي، كأنه يعبر عن رغبتي في الهروب من كل شيء. شعري المرفوع يترك خصلات تتطاير مع نسيم الغرفة، كأنها تحاول أن تخبرني بشيء. أضع قطرة من عطري المفضل، عطر الياسمين، وأبتسم. الليلة، سأكون أنا

أجلس على مقعد الطائرة، جسدي مسترخٍ، لكن عقلي يسابق الزمن. أراقب الركاب من حولي وهم يرتبون أغراضهم، وأتساءل عما إذا كانوا يشعرون بنفس ما أشعر به. هل هم متحمسون لمغامرتهم الجديدة أم قلقون مثلما أنا؟"فجأة، يطفئ الضوء في المقصورة، ويبدأ الطيار بإعطاء التعليمات. أشد حزام الأمان، وأحاول أن أبدو هادئةً، رغم أن قلبي يدق بشدة. أتساءل عما سيحدث في الساعات القادمة، وما هي المفاجآت التي تنتظرني في وجهتي الجديدة."ها أنا بعد خمس سنوات، أقف في هذا المطار الصاخب، قلبي يدقُّ بحماس كأنه طبلٌ في مهرجان. أتذكر كيف كنت أحلم بهذا اليوم، كيف كنت أرسم في مخيلتي هذه اللحظة بالتفصيل. والآن، ها أنا هنا، على أعتاب مغامرة جديدة. سأترك ورائي كل ما أعرفه، وأطير نحو أحلامي. أتساءل ماذا سيخبئ لي المستقبل؟ أشعر وكأنني طائر يهبُّ على أجنحة الريح، مستعدة لاكتشاف العالم."أغمض عينيّ وأتخيل نفسي أركض نحو عائلتي. سألتقي بوالدي بعد غياب طويل، وسأحتضن والدتي بشدة. سأرى إخوتي قد كبروا، وربما أصبحوا آباءً بدورهم. سأحكي لهم عن كل ما مررت به، وعن كل ما تعلمته. أشعر بشوقٍ لا يُوصف لرؤية وجوههم المبتسمة، لسماع ضحكاتهم، وللحصول على حُضنٍ دافئ. المنزل لن يكون كما كان من قبل، لكنه سيكون أكثر دفئًا بوجودي."

"فتحت عيني ببطء، واستنشقت عميقًا هواء كوريا النقي الذي افتقدته بشدة طوال السنوات الخمس الماضية. شعرت وكأنني أتنفس الحياة من جديد. ثم رآيتها ! أمي، تقف هناك تلوح لي بيدها اليمنى، ووجهها مشرق بالإبتسامة. وفي يدها اليسرى، تحمل كنزًا ثمينًا، طفلاً رضيعًا يرتدي بدلة صغيرة زرقاء فاتحة، عيناه تتبعانني بحركة بطيئة، وكأنه يتساءل عن هذه المرأة الغريبة التي تلوح له من بعيد.

أمى كانت تبدو أكثر شبابًا مما تذكر، شعرها الأسود الطويل منسدل على كتفيها، وترتدي معطفًا أنيقًا باللون البيج الفاتح يبرز جمال عينيها الزرقاوتين اللامعتين. كانت تحمل حقيبة يد صغيرة باللون الذهبي، مما أضفى لمسة من الأناقة على إطلالتها.

عاصفة في الخريف j. JkOù les histoires vivent. Découvrez maintenant