ليسكوك | زواج مصلحة

الحلقة الثانية

دخلت المستشفى،، بإتزان وثقة..
تبادلت التحية مع موظفة الاستقبال ثم
شفيت طريقي الى الطابق الثالث.. ..

مشيت في الممر المليء بالمرضى الاكثر مرضاً والاسوء حالاً..
تقدمت نحو غرفة والدي ،
( 502 )
وأمسكت بمقبض الباب وفتحته...

وجدت نفسي في غرفة غير عادية،
غرفة واسعة وفخمة مناسبة لغرف الملوك اكثر من المستشفى!

انها غرفة ملكية فاخرة.... ،

كان والدي بتوسطها.. 
جالساً على السرير الملكي مكبّل بالاجهزه الغريبة ..
بوجه هزيل شاحب...

كان منظره قد حبس انفاسي
وشعوري أقوى من ألفظ بـ أي شيء..
لم استطع أن اتحدث حين رأيت الشيب، قد اكتسح شعره،
والمرض قد نحت نفسه على جسدّه،
كما لو انه لا يمكن للمضادات ان تصد ألمه  ..
بدا واهناً ضعيفاً ، خاضعاً نحو الموت،

تدهورت صحته  وتبددت ثروته .. ؟
كان كما لو اننه حكم على نفسه بالموت
ولم يعد صالحاً للحياة مرة اخرى..

لم ينتبه لي،
كانت اعينه نحو النافذة الكبرى
التي تستقبل اشعه الشمس..

اغلقت الباب من خلفي واصدر صوتاً..
وأقبلت نحوه ، وانا اتآمل منظره بشفقه...

التفت ورأني..
حين رأني أقبلت
عقّد حاجبيه باستغراب لثواني كأنه سيقول - من هذه الفتاة -
، ثم صُدم. وصُعق . ،--
حدّق بي بشدة وبدا مذهولاً!
بدا وكانه كان يتوقع ان تأتيه الطفله نفسها ذو سبع سنوات، لم يكن في حسبانه، انني سأنضج بشكل يكاد ان لايعرفني فيها..

جلست أاامامه.. في الكرسي المقابل إليه
حاول الاعتدال و الجلوس جيداً

لم يتحدث احدنا.. صمت طويل..
بدا الجو  بيننا رسمياً وصامتاً ،
ومشحون بالتوتر..
لم يعرف كلانا ماذا نفعل!
في حين أنني لم اعتبره والدي قط،
وفي حين انه لم يعتبرني إبنته ابداً ..
شيئاً ثقيلاً لا يُطاق كان يضغط في الجو ..

تحدّث أبي بحزن قاتل مقاطعاً الصمت،
" كم كبرتي وأصبحتي ....تشبهين لايرا كثيراً. "
اخذ نفساً وتردد في قولها..
" لم اكن لاعرفك لولا ذلك "

تحدثت موافقة،
" اوه نعم لقد كبرت  ، يمكنك شكر برانبريا "

اشاح والدي بوجهه.. مدركاً ما قصدته..

هذا امراً مؤسف،
انه لازال يشعر بحضور والدتي بحضوري...
يبدو ان هذا الشمل العائلي بين اب وابنته ..
لن يكون مليئا باللحظات العاطفية..

في الواقع هذا واقعي..
انا لم اعتبره والدي ، والعكس صحيح،،
فمن الطبيعي ان نعامل بعضنا كالغرباء
اعني لما ينفجر اثنان من المختلين
ليس بـ أبيها وليست بـ ابنته في البكاء فجاة ويعانقون بعضهم البعض، ؟