بين خبايا الليل المظلم الذي أبي القمر عن الكشف نوره، عل أنفاس شخص ثم تبعه بصراخ، تعالت أصوات الحركة ناحية الصوت، بين اعواد الذرة العالية لمع نور كالمصباح، تحرك مجموعة من الشباب بسرعة كبيرة ناحيته ، أرتعب شخص منهم فتوقف في منتصف المسافة قائلا بتلجلج :
هنروح فين يا سامي ، افرض في قتيل نشيل الليلة.
توقفت الأقدام عن الحركة بينما نظر سامي بملامح جامدة ناحية الضوء ورد:
قتيل مين نص الليل يا حمادة تلاقي حد سهران بيشوي ذرة.
تقدم سامي من الضوء وتبعه اثنين بينما وقف حماده يرتجف من الخوف ،ابعد بيده الاعواد كاشفا عن ما خلفه ليجد سيارة مضيئة وبها أناس، تقدم منهم بملامح غاضبة نهارا إياهم بصوت غليظ:
في ايه يا أستاذ ، دي وقفه .
امتدت يد أحدهم من نافذة السيارة ملطخة بالدماء صارخا بأنفاس لاهثة:
اتصل ………بأخويا …… قوله … يلحقني ……
صمت ولا زالت أنفاسه عالية بينما سامي واقفا يرتجف بخوف أفزعه وصدمة أحتلت ملامحه التي باتت جامدة كحال أقدامه ، بينما تقدم حماده بزعر بعدما سمع تلك الكلمات تبعه الآخرين، وقفوا أمام زجاج السيارة المهشم بملامح الصدمة، وتلك الثقوب التي اخترقته جعلتهم لا يستطيعون تحمل مشاهدة من بالداخل، تحركت أقدام حمادة المرتجفه بخوف وفزع، وقف يستند علي سامي الذي لا يزال واقفا مكانه، ناظر تلك اليد الملطخة بالدماء فتح باب السيارة الذي سقط على الأرض مما جعل حمادة يصيح بفزع قائلا:
ياليله سوداه هي شكلها مش هتعدى.
أعاد نظره ناحية سامي معاتبا اياه على ما اقترفته بحقهم:
يارب ترتاح وتكون مبسوط، أن شاء الله هنروح في داهيه كلنا معاك.
دوى صوت على الأرض مما جعل حمادة يصرخ ففر الآخرين بسرعة بينما بقي سامي مكانه، استغاث حمادة به بعدما سقطت تلك الجثة على قدميه أفزعته، أبصر ذلك الجسد الممزق بالرصاص، وتلك الفتحات التي تشبه المنظار تنزف دما ساخنا، تمالك نفسه ثم جلس على ركبتيه في محاولة منه لقياس النبض، وجده ضعيف لكن لايزال موجود، أقترب من سامي بسرعة جاذبا اياه من يده:
شوف لسه عايش تعال ننقله المستشفى.
تحرك سامي ببطء عكس حاله ثم وقف أمام باب السائق الذي يرقد على موقد السيارة، حرك رأسه للخلف وهو يرتجف ل تظهر تلك البقعة بين عيناه مصابة برصاصة تبدو جعلته يفارق الحياة بسرعة، تراجع للخلف معاتبا لنفسه بقسوة وصراخ جعل حمادة لا ينطق بكلمة:
ليه إحنا، ياريتني سمعت كلامك ورجعنا.
ثم أجهش في البكاء كالطفل الصغير لكن بعد دقيقة رن هاتف نقال جعلهم يلتفون حول أنفسهم، تقدم سامي من الصوت بعدما رآه بين أقدام السائق، التقطه وهو يلتفت إلى صديقه:
هنرد ولا ايه.
فتح سامي الخط ليجد أحدهم يصرخ فيه قائلا:
عشر دقايق وتكون عندك فى ناس وراكم.