Chpqter 4| بِلاد العَـدوّ

853 49 23
                                    


الثقة في عينيها  تشبه ورقةً في مهبّ الريح، لا تستقر أبداً و حين تستقر... تلك بدايتها الجديد

______________. ._______________

وقفت أمام القصر، ذلك المعلم العتيق المهيب، يضج بالبذخ والتاريخ الذي لطالما كان جزءاً من حياتي،كانت أشعة الشمس الذهبية تتسلل بين الأشجار الكثيفة، مضفيةً على المكان جواً من السكينة والراحة،كنت أركز نظري على البوابة الكبرى، وأتسرب بين تفاصيل النقوش الرائعة والزخارف الذهبية التي تزينها، محاولةً استحضار كل لحظة قضيتها هنا،لكن الذكريات الجميلة التي أبحث عنها لم تكن سوى سراب

كان جدي يقف بجانبي، ومعه جاك، الحارس المخلص الذي اعتنى بي منذ الأزل، وعمتي التي كانت دائمًا الدعم الوحيد في حياتي. كانت نظراتهم تحمل مزيجاً من الحزن والهدوء، غير مدركين أن هذا الوداع قد يكون له معنى خفي خلفه

تقدمت عمتي فيولا نحوي، ثم جذبتني نحوها وعانقتني بحنية، وضعت يدها على رأسي وراحت تربت عليه"
اعتني بنفسك، آرسي، ولا تتهوري، ثم لا تتهوري." كنت أود أن أخبرها بأنني لو كنت أستطيع، لربما لأوقفتني عن مغامرتي هذه، لكنها كانت أفكاراً محبطة، لذا اكتفيت بإيماءة خفيفة وأبديت بعض الدفء في العناق

أما جاك، فقد كنت أنتظر منه أن يعبر عن مشاعره بطريقة ما، أن يعترض أو يقترب، لكنه فقط ظل يراقبني بصمت، دون أن يظهر أي ملامح تفسر ما في داخله،كان جدي يقف بشموخ، يضع يديه في جيوب سرواله الأزرق، ينظر إليّ بهدوء وفخر قد يكون قليلًا

لا أنكر أنني لا أحب أن يتم تجاهلي، خاصة من قبل شخص مقرب،فكرة أن جاك يتجاهلني لم تكن تسرني، لكنني قررت تجاهل الأمر، كما تجاهلت باقي أفراد العائلة الذين وقفوا في الخلف يتبادلون النظرات الباردة، كما فعلوا دائمًا،لم أكن أنتظر منهم سوى التجاهل، وأقسم أنني سأكون أكثر سعادة إذا لم أعد إليهم

"حسنًا، يبدو أنني ودعت الجميع، عليّ الذهاب... ولا تنسوا أن تحلموا بي." نطقت بهذه الكلمات بسخرية واستمتاع، وأنا أرمي نظرة أخيرة على القصر، مستعدة للمغادرة إلى بلاد العدو

لكن فجأة، شعرت بحركة مفاجئة خلفي. التفتت لأجد ستيف يقترب مني بخفة، دون سابق إنذار، ثم احتضنني بشدة وكأنه يودعني للمرة الأخيرة
تسربت الصدمة إلى قلبي، حاولت استيعاب هذه اللحظة غير المتوقعة،لم أبادلته العناق، بل وقفت صامتة، مذهولة و بعد لحظات، جمعت شتات نفسي وأبعدته برفق، وأنا مغمورة بنظرة استغراب وحيرة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نِـصـف الهِلال | ‏crescents half حيث تعيش القصص. اكتشف الآن