𝑪𝒉𝒂𝒑𝒕𝒆𝒓 𝑰𝑰: !فُضــوُل

74 8 7
                                    

𑁍𑁍𑁍𑁍𑁍
جَذبنِي غِلافُ الكتَاب الذِي غطّاه الغُبار عَلى الرَف الأخِير مِن المَكتبةِ، يَبدُو مُهملًا علَى عكْس البقيّة فَحملتُه انفُضه لِتعلُوا وجْهي ملَامِح الحِيرة!
لَم يكُن لَديه عُنوَان بَل كُتبَت عَلى غِلافِه الجِلدي الأحْمر عِبارة:
"لاَ تَدَع فُضُولَك يقُودكَ لِفتْح هَذَا الكِتاب...
تذَكّر أنّ الفُضُول يقْتُل القِطّة"
مُزحة ربّما اَو تشْويق مِن الكَاتب، مَن يُباَلي، فَتحتُه و قَرأْت اَوّل اَسطر ختمت بِ
"فَلْتَرْقُدْ رُوحُكَ فِي سَلَامٍ"
تبًا تعوِيذَة موْت...إِنتَهَيتُ!
ليْتني إِتّبعت النصِيحة منْذ البِداية
حقًا الفُضُولُ يَقْتُلُ القّطّة...

#####

❀𝐼𝑙𝑖𝑎𝑛𝑎:

عدلت ملامحي و عدت أرسم إبتسامة على شفتاي لأقف مجددا أحدق بالصهباء التي ربما تكون امه! نضفت حلقي لأنطق و انا التفت الى المقاعد،
"دعينا نجلس الآن بما انه قد رضخ قليلا"

انصاعت لكلامي تجر الصغير معها لتتخذ مجلسها واضعة إياه على حجرها، هذه المرة لم اعد الى مقعدي خلف المكتب بل فضلت ان اجلس مقابلها، لاحضت ان الصغير يتفادى التقاء العيون و لا يفعل شيئا سوى الحملقة في مصاصته في كل مرة يخرجها من فمه، ثواني لأسمعها تتحدث برقة و نبرة متأسفة،
"أعتذر عن ابقائك هنا رغم ان دوامك انتهى، لقد أخبرت المدير انه لا بأس بعودتي صباح الغد لكنه ألحّ ان اقابلك الآن"

نفيت برأسي أن لا بأس بذلك في الأخير الخطأ ليس خطأها بل خطأ المدير المتلمق،
"لا بأس، ليس لدي مشكلة...اخبريني الآن ما خطب الصغير؟"
اكملت و انا اسحب بيدي الدفتر و القلم لأدون المعلومات التي ستخبرني بها، انبست،
" حقيقة لا نعرف ما خطبه، إيان غريب منذ ولادته"

'إسمه ايان اذا، اسم جميل كصاحبه'، اعدت تركيزي نحوها و بنبرة استفهام سألت،
"كيف غريب؟"

طغت على وجهها بعض ملامح الحزن حاولت اخفائها تبتسم للصغير الذي يقبع وسط حجرها و لازال منهمكا في نهم حلواه دون مبالاة بنا،
"انه في الرابعة من العمر رغم ذلك لا يتحدث اطلاقا لم نسمعه يقول سوى كلمة بابا، لا يحبذ الغرباء و لا يسمح لأحد من اطفال سنه بمشاركته العابه...لقد ظننا في البداية انه مريض بالتوحد فأجرينا له العديد من الفحوصات لكن اتّضح انه ليس كذلك"

اُومئ كل مرة تقول فيها معلومة و اُدونها على دفتري، بعد ان انهيت اخرجت ورقة تحمل بعض الأسئلة نجريها للولي حول الطفل حتى نعرف اكثر عن حالته النفسية، لا ادري لماذا انا متحمسة لإجابات الأسئلة...فضول اكثر منه واجب!

𝑇ℎ𝑒 𝐿𝑜𝑠𝑡 𝑀𝑒𝑚𝑜𝑟𝑦 (آلذآكِرةُ آلمفْقۆدَةُ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن