الجزء الأول

13 1 0
                                    

كُنتُ، اتأرجح على حافة تلك البناية العالية جداً، أكاد أن أقول أنها شاهقة.
جالسةٌ على الحافة، حيث تتأرجح قدماي بحرية، كُنتُ مشتتة و ضائعة جداً...
نظرتُ الى ماحولي، شعرتُ برغبة قوية بالسقوط، كأنني بفعلتي هذه سأطير و لن أقع، نسيتُ المنطق وقوانين الفيزياء تماماً في تلك اللحظة، كانت لحظةً مليئة بالخَدر، إنَّـه خَدرٌ حِسِّي، تخدرتْ حواسي الفيزيائية كأنها غابت عن الوعي، وحلَّت مَحلَّـها حواسٌ من عالمٍ آخر...
سَقَطَ جَسدي و لكنَّ روحي استفاقت لتوها...
كُنتُ أنحدرُ بسرعة كبيرة نحو الأرض ولكن، ببطئ شديد جداً بالنسبة لأدراكي الحِسيّ، أرى كُلَّ المُجريات البصرية كأنَّها توقظ شيئاً، وعلى مايبدو كأنَّه إستفاق لأول مرة...
ذلك الشيء الذي كان في داخلي، هل انت كيان؟
ام انّك أنا؟
هل ياتُرى جئتَ معي؟ام أنّك وُلدتَ قبلي؟
أنا و أنت أم "نحن" ؟
شعرتُ بقلبي يخفق بعذوبة، ليس وكأنني سأصطدم قريباً بالأرض و سأتحول الى خُردة بشرية مُمزقة الى اشلاء...
الهواء يخترق اعماقي كأنَّه يُنقيها، هذه المشاعر المتسارعة التي شَعرتُ بها كانت أشبه بالتحرر من كُل شيء...
ها نحن ذا، إقتربتُ كثيراً من الأرض، ستكون النهاية بلا شـك...
———
ناهِدةْ!
يا ناهِدةْ!
ناهِدةْ:-ماذا!
رمَيت تلك الكلمة وانا اشهقُ بفزع
من يناديني؟
هل كان حُلماً؟
على مايبدو، لقد كان مُجرد حُلم، همستُ لنفسي مطأطئة الرأس
و لكن بحق الله! لقد كان حقيقياً للغاية، ما بال عقلي الباطني ذاك؟
يا أنت! هل نسيتَ أنك جُزءٌ مِني؟كيف لَك أن تجعلني كالبلهاء احاولُ قتلَ نفسي في حُلم؟
يارباه الحمدلله، أنك تتحكم في الأحلام فقط، يالكَ من عقلٍ مُجرم مُحب للدراما...
كُنت اتحدث كالعادة بصوتٍ عالٍ حتى التفتُ، ووجدتُ أُختي تُحدقُ بي وهي تكتم ضحكتها...
ناهِدةْ: إكتملت الحفلة، ها انتِ ذا، تحملقين بي، هيا اطلقيها ولا تكتميها نُسيبة
قهقهتُ ساخرةً على نفسي
لم أُكمل عبارتي حتى سمعتُ دوّي ضحكتها العالية...
نُسيبة: ماذا جرى؟بحق الله لماذا كُنتِ تتحدثينَ مع نفسك؟
ثُم أطلقتُ قهقهة صغيرة.
ناهِدةْ: حَلمتُ ذلك الحُلمَ مُجدداً، نَفس السيناريو، و لكن هذه المرةَ سَقطتُ من بناية شاهقة...
رأيتُ نُسيبة تتجهُ صوبي، حتى جَلستْ بِقُربي، ثُم قالت لي بنبرة جدية:
لماذا يتكرر ذلك الحُلم؟الأمر بات مُقلقاً، هل تُخفين شيئاً عني؟نحن أخوات وقريبات جداً من بعضنا، تستطيعين ان تخبريني بالذي يؤرقكِ، هل تكتمين أمراً او حتى، شعوراً؟
أخذتُ نفساً عميقاً و زفرتهُ ببطء، ثم نظرتُ الى حُجري و أردفتُ قائلة:
والله إني لا أكتم ولا اخبئ امراً عنكِ...
انا لا اعلم لماذا يتكرر ذلك السيناريو بين الحين والآخر، ولكن لا توّلي للأمرِ أهمية، هو في النهاية مُجرد حُلم، قد يكون عقلي يحاول التعبير عن أمرٍ ما او يُفرغ شيئاً...
ولكنني بخير يا نُسيبه، لا تقلقي...
ولكن، يجب عليكِ القلقَ حيالَ أمرٍ واحد فقط!
انتفضت عيناها بإهتمام كبير و قالت بصوتٍ ممزوجٍ بالقلق: ماهو!
ناهِدةْ: حيالَ وجبة الإفطار! صرختُ بحماس
لم أشعر والّا نُسيبة قرصتني من يدي بقوة، قهقهتُ بألم
نُسيبة:تباً لكِ!
ناهِدةْ: هي ماذا بك؟ أليس بالفعل أمراً هاماً لا تقرصيني بتلك الطريقة انتِ كالوحش البربري ما خَطبك!
نُسيبة:انتِ ماخطبك! ثم رميتُ تلك الوسادة على وجهها البائس وتعابيره المُستفزة...
ثُم أردفت بنبرة مُستفزة:
انا سأحجز الحمام قبلك و سأنعمُ بأجمل حمام صباحي في العالم...
ناهِدةْ: المُهم أن تغربي عن وجهي، قُلتها بالنبرة المستفزة خاصتها...
نُسيبة: تباً لكِ!
—————
يا مرحبا 🙋🏻‍♀️
بارت قصير، من 499 كلمة
ماهي توقعاتكم؟للأحداث القادمة؟
والأهم رأييكم :) ؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن