"الحب الحقيقي يعني أن أكون قادرًا على حمايتك والسيطرة على كل ما قد يؤذيك، حتى لو لم تدركي ذلك بعد."
_______________________________تنبعث رائحة الحريق من الشموع الموضوعة على طاولة صغيرة في زاوية الغرفة. الأضواء المخملية تنعكس على الجدران المزينة بنقوش فنية قديمة، مما يخلق أجواءً غريبة ومشوشة في المكان. كان يجلس على كرسي خشبي ثقيل في الزاويه ينظر إليها وهي مستلقيه أمامه غائبه عن الوعي . يتأمل في المشهد الذي ينتشر أمامه
صوت خفيف للموسيقى الكلاسيكية يملأ الغرفة، يختلط مع أصوات التنفس الثقيلة والتوتر المتزايد. كان يرتدي ملابس داكنة، متناسقة مع جو الألم والرغبة المكبوتة في عينيه. يستنشق عميقًا، محاولًا استعادة تركيزه، بينما يتأملها وهي أمامه تبدء تدريجيًا في استعادت وعيها .
"أنتِ جاهزه؟"، تسمع صوتًا هادئًا من الظلام.
كشف عن ابتسامة غامضة على شفتيه، تكاد تكون قاسية
الغرفة مليئة بالصمت المتوتر، وأصوات التنفس الثقيلة تعلو في الهواء المشحون بالتوتر. كان ينظر إلى الفتاة المستلقية أمامه، وجهها مليء بالهدوء الغير المبال. يعرف بأنها لا تدرك بعد ما الذي سيحدث لها، وأن حياتها الآن بين يديه.
تدريجيًا، بدأت ماريا في استعادة وعيها، نظراتها تتراوح بين الذعر والفزع. تحاول تحريك يديها وقدميها، لكنها تجد نفسها مقيدة، محاصرة في هذا الجو الغريب والمخيف. ترتعش شفتاها وتحاول التحدث، لكنها تجد صعوبة في إخراج الكلمات.
"م... من أنت؟"، تتمتم بصوت خافت، عينيها تلتقطان الضوء المتسرب من بين الظلام.
ضحك بهدوء، وصوته ناعم وهادئ، "يمكنك أن تناديني بما تريد. لكنك ملك لي الآن. وقريباً، ستدرك ذلك وتقبله". يخطو خطوة نحوها، ويلقي ظله بظله على جسدها المرتجف.
لم تكن ماريا قادرة على التحرك، وكانت الرهبة تسيطر على وجهها المرتعش. بصوت مكتوم، قالت: "ماذا تريد مني؟ لماذا أنا هنا؟"
الظل الذي يلقيه الرجل عليها يجعلها تشعر بالضياع والعزلة، ولكنها تحاول جاهدة استعادة تركيزها رغم الخوف المستمر الذي يعتريها.
الرجل يبتسم بشكل مريب ويقترب قليلاً أكثر، "أنتِ الآن في عالمي، حيث أنا السيد وأنتِ الخادمة. وسأحدد لك قوانين جديدة، فاستعدي لذلك."
كانت كلماته تدغدغ الهواء المتوتر حولهما، والموسيقى الكلاسيكية التي لا تزال تعزف برقة في الخلفية
عندما انحنى الرجل عليها، تجاوزت رائحتها المزيج المخيف من المسك والجلد وتعمقت في أنفها. كانت تشعر بالضعف أكثر من أي وقت مضى، محاصرة بين الظلام وبين براثن رجل لا تعرفه ولا تفهم ما يريد منها. صوته العميق يهمس في أذنها بكلمات تثقل قلبها وتزيد من خوفها.
أنت تقرأ
في قبضة الظلام: الدمية
Tajemnica / Thrillerإنني أحبها بطريقة لا يمكنني أن أصفها. أريد أن أكون قريبًا منها ولكنني أعلم أنني لن أكون قادرًا على التحكم بها.