لأول مرة وحدنا

181 12 0
                                    





قمتُ بفتح الباب بعد أن أرجعتُ مفاتيحِي إلى حقيبتِي، أتقدم أولًا و أقفُ بجانب الباب حتى أسمَحَ لحبيبتِي بالدخول.

حسنًا مساء هذا اليوم كانت لنا ساعات فارغة بعد المحاضرات لذا اقترحتُ عليها أن ترافقنِي لأُرِيَها الشقّة التي اقيمُ بها لطالما كانت فضولية حول الإقامة في بلدها .

تقدّمَتْ على طول الرواق و هي تراقب أجواءها "إنها دافئة!" هذا ما نطقته كأولى الملاحظاتِ، و هل أدفأ من حضنك صغيرتي؟ قمتُ بإغلاق الباب و تقدمتُ خلفها، حيثُ أنها وصلت إلى موضع سريري فوضعتُ أغراضي على المكتب بينما أراقبها تأخذ دمية الدب الموجودة عليه، لم اتمكن من اخفاء ابتسامتي عندمَا قالتْ "هذا لطيف!" و لا تدري أنها الألطف فإنها أكثر جدوى منه إذا قمتُ باحتضانها قبل النوم بدلًا منه.

حمحمتُ بحرج عندما اِلتفتَتْ إليّ و رأتْ ابتسامتي الحمقاء تشقّ وجهي من الأذن إلى أخيه."احممم، يمكنك الجلوس لترتاحي قد تكوني متعبة، سوف.. أقوم بتغيير ملابسي" قامت بالايماء بايجابية مع تلك الابتسامة السفلية التي تفقدني صوابي، لوهلة انقطعت انفاسي و لم أعرف ما التالي الذي سأفعله الآن.

أعدتُ الحمحمة المحرجة و دخلتُ الى الحمام لأجل تغيير ملابسي في ثوانٍ قليلة، لمَ؟؟ لو أخرجُ الآن بهذه السرعة هل ستحسبُ أنني مجنونة؟ قمتُ بالالتفاف حول نفسي عديدًا من المرات ثم أنظرُ إلى انعكاسي على المرآة و أتنهد بهدوء.

أخرج من الحمام و اعود إليها، حيث أنها كانت جالسة على سريري تتصفح ألبوم الصور.
اقتربتُ و جلستُ مقابلًا لها على المقعد الصوفي، كنت اتتبّع ملامح وجهها اللطيفة، كانت تبتسم بهدوء و تراقب الصور بتمعّن، كانت لها تلك الإبتسامةُ الأرنبية مع خدين قابلان للأكل و طبعًا مسموحٌ لي أنا و حسب "كل من في الصور أنتِ؟" أهز رأسي بالنفي.

واصلت تصفح الصور بينما تطرح المزيد من الأسئلة، و هذا ما جعلني أقف و أقترب للجلوس بجانبها اراقب جمال يديها على الصورة، كانت تتلمس ملامح وجهي في الصورة التي كنتُ أبدو فيها طفلة في الخامسة من العمر، لطالما تمنيتُ أن أقبّل هاتين اليدين اللتان كانتا أول ما رأيتُ منها. "لديك شامة هنا لم ألحظها من قبل." أردفت فجأة و هي تخرجني من دوامة أفكاري لأرى ما كانت تقصده، أممهمم، انها شامة في مقدمةِ يسارِ شفتي العلوية، التفتت إلي و رفعت أصابع يدها إلي، كأنها تتفحص ما إذا كانت العلامة البنية على نفس المكان أم لا، لكنها رأتها على الجانب الأيمن في الواقع.

تحسّسَتْها بأناملها الناعمة فاشتكى قلبي من لمساتها يرسل رعشاتِ إِبلاغٍ حول جسدي، قمتُ بنقل نظراتي إلى شفتيها، شفتان أقامتا الحرب داخل عقلي.في هذه اللحظة غضب قلبي من المسافة الفاصلة بيننا فقام يطرق بعنف على قفصي الصدري كأنه يأمرني باخراجه لها لإعلامها بما يحدثُ في دواخِلِي، كانت تتشكل ابتسامة جانبية على شفتيها الجذابتين، حسنًا لم أفكر قط متى يحين الوقت المناسب لأول قبلة بيننا، دائما ما كنت أتهرب من التفكير في الأمر لكونه يوترني كثيرًا. لكن، في الإطالة عطل لذا...

بحركة سريعة إقتربت و أخذتُ أول حقوقي من بين خدّيْها في أسرع ما استطعتُ، عدتُ أبتعدُ لأرى ابتسامتها تختفي أسفل حاجبيها المرفوعين بإعجاب. و بدلًا من الإعتذار لها لأنني لم آخذ الإذن منها لأجل تقبيلها، عُدتُ أقبّلُهَا قبل تشتكي من فِعلتِي. هذا كل ما يشغل بالي الآن طالما حلمتُ بهذه الأحداث بأربع سنين متتالية على بعد المسافة بيننا، قمتُ بوضع يدي على خصرها ألفّّها إليّ أكثر في حين أنها قامتْ بمُعانقةِ رقبتِي.

قضمتُ شفتها السفلية بهدوء أثناء تقبيلها مما جعلها تبتسم بلطف،

أقاومها؟ لا أستطييييع!

توقفنَا عن التقبيل بعد مدة لم تكُن بطويلة فـ وضعتُ جبهتِي ضد خاصتها، خدودها تحوّلت إلى لونها المفضّل الآن. قُمتُ بتخريب شعرها من الأمام قبل أن أجذِبَها في عناقٍ دافئ.

"أنا أحبّك!"

"وأنا أحبك!" ردّت بصوت خجول لم يكفّ عن جعلي أفكر في عضها.

Me & Youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن