#13مريض ،وسجين

13 1 0
                                    

*يدٌ دافئة تمسك بيدي. رفعت بصري ببطء ورأيت وجهًا مألوفًا ينظر إلي بقلق.

"إيفيلين، هل أنتِ بخير؟" كان الصوت يأتي من أوليفيا، صديقتي المخلصة التي كانت تنتظر بفارغ الصبر خارج غرفة العمليات.

"أوليفيا..." همست بصعوبة، "ماثيو... هو في الداخل... لا أعرف ماذا سيحدث له..."

"اطمئني، الأطباء هنا سيبذلون قصارى جهدهم لإنقاذه. أنتِ أيضًا تحتاجين للراحة، تبدين منهكة." قالت أوليفيا بينما تساعدني على الوقوف.

جلست على كرسي في صالة الانتظار، وأمسكت بيد أوليفيا بقوة. "لماذا فعل كيفين هذا؟ لم أكن أعتقد أن أحدًا قادرًا على فعل شيء كهذا..."

أخذت أوليفيا نفسًا عميقًا وقالت، "الأشخاص قد يخفون جانبًا مظلمًا بداخلهم، ولا نعرف حقيقة مشاعرهم حتى يكشفوا عنها. المهم الآن هو أن نكون هنا لماثيو."

بعد مدة كانت أمي قادمة نحوي بخوف وقفت وأسرع إليها ظمتني إليها قائلة"هل أنت بخير حبيبتي ،أنا آسفة لأنني تأخرت"
"أنا بخير أمي لا تقلقي."

مرت الساعات ببطء شديد، وكل دقيقة بدت وكأنها ساعة، كنت أراقب عقارب الساعة تتحرك ببطء شديد، وكأن الزمن قد توقف. فجأة، خرج الطبيب من غرفة العمليات، والتعب بادٍ على وجهه.

"من منكم قريب لماثيو؟" سأل الطبيب.

نهضت بسرعة، وقدميّ ترتجفان. "أنا... أنا قريبة له. كيف حاله؟ هل هو بخير؟"

نظر الطبيب إلي بلطف وقال، "لقد كانت العملية صعبة، لكنه قوي وصمد بشكل رائع. سنحتاج إلى مراقبته في العناية المركزة لفترة، لكن حالته مستقرة الآن."

شعرت بارتياح عميق يغمرني، وكأن وزنًا هائلًا قد أُزيل عن كاهلي. "شكراً لك، دكتور. شكراً جزيلاً."

التفتُ إلى أوليفيا وأمسكت بيديها. "سنراه يتحسن، سأكون بجانبه طوال الوقت."

ابتسمت أوليفيا وقالت، "نعم، وسنكون جميعًا هنا لدعمه. أنتِ قوية، إيفيلين، وستتجاوزين هذه المحنة."

مرت الأيام ببطء، لكن مع كل يوم يمر، كانت حالة ماثيو تتحسن تدريجيًا. كنت أزوره يوميًا في المستشفى، وأقرأ له الكتب التي يحبها، وأتحدث معه حتى وإن كان لا يستطيع الرد...
في أحد الأيام، بينما كنت جالسة بجانبه غفوت قليلا ممسكتا بيده، شعرت بحركته الطفيفة. فتحت عيناي ببطء ونظر إلي بنظرة مليئة بالحب والامتنان.

"إيفيلين..." همس بصوت ضعيف.

"ماثيو، أنتَ مستيقظ! الحمد لله." قلت وأنا أبتسم بشدة.

ابتسم بصعوبة وقال، "كنت أعرف أنكِ ستكونين هنا. شكراً لكِ على كل شيء."

""إذن ما الذي قاله الطبيب لك؟ هل أصبحت بخير؟" سألت بابتسامة لطيفة.

أنفاس الحب وسط العواصف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن