سجين الحب 🖤🥀

6 0 0
                                    

من المنفى .. وخلف قضبان السجون.. أنظر إلى تلك الحسناء وهي تبتسم .. فأقترب إليها وأسألها عن سبب تلك الابتسامة البراقة.. فتجيبني..
- لم أتوقع يوما أن أستطيع رؤية هذه الشمس الساطعة..
وقد أحزنني قولها وقلت لها..
- خلف تلك القضبان قضيت جميع اوقات حياتي ولم أر سوى الظلام والعذاب.. وها انتي يا جميلتي تتطلعين لرؤية تلك الشمس الساطعة .. وكأنك لا تدرين أن الذي أمامك لم ير الضوء منذ ثلاثين عاما..
فبكت.. وبدأت تتطاير تلك الابتسامة و فجأة ... توجهت إلي وكانت تمسح تلك الدموع التي سقطت من عيناها بسبب كلامي.. وهمست بأذني..
هيا بنا .. سأحررك يا حبيبي .. سأحررك من هذه المقبرة..
سأحررك حتى لو اضطررت أن أضحي بنفسي..
فقلت لها.. أرجوك .. هذا مكاني .. ولن استطيع الخروج حتى يكتب لي الله بذلك.. وبدأ العتاب ...
-وأنتي ما الذي فعلتيه لتضحي بنفسك بهذه السهولة !!! ..
فقالت:
لقد أحببتك .. نعم أحببتك .. وانتظرتك طوال تلك السنين ولم أفكر بغيرك..

فقال لها:
ارجوك لا تتفوهي بهذا الكلام .. فأنا لست حرا طليقا لأحقق لك ما تتمني..

فقالت لي:
انا اعلم بأنك تحبني .. ولكن.. تلك الظروف والصعاب جعلتك تخفي ما في قلبك ..ومن غيري يشعر بك وبما يخطر ببالك.. أنت حلمي الوحيد.. أنت سبب عيشي ولولا وجودك في هذه الدنيا لما كنت موجودة..
اني استطيع التنفس فقط عندما تفعل ذلك.. يدق قلبي عندما يدق قلبك.. أنت كل شيء....
....

صمت مفاجئ بين هذين الملاكين .....
وفجأة .... خرج صوت مخيف صوت ينادي بأعلى صوت ... ها قد انتهت زيارتك انستي ......
وامتلأت عيونها بالدموع مرة أخرى وتمزق قلبها .. ورحلت من دون أن تتفوه بكلمة ...
وهنا كان ذاك السجين قد خيّم قلبه الحزن الشديد وبدأ بالصراخ...

مرت الأيام .... وكان هذا السجين ينتظر تلك الحسناء لتخفف عن آلامه .. ولكنها لم تأتي ... وبعدها بيومين.. أُرسل إلى السجين رسالة.. وكانت هذه الرسالة من تلك الفتاة ....

"أنت كسرت قلبي بصمتك .. ولكن حبي لك جعلني أفعل المستحيل لأوفي بوعدي لك .. فأنا وجدت شيئاً سيخرجك من تلك المقبرة يا حبيبي ...

لقد وجدت من اتهمت بقتله وهو الآن على قيد الحياة ولكن كان هذا فخ ليوقعوك به ويسببوا لك ما أنت عليه الآن.. انتظرني أيها الفارس النبيل .. فأنك سوف تحملني على فرس ابيض وتذهب بي الى عالم آخر ... عالم لا يعلم أحد به الا سوانا ولكن بعد أن أنفذ خطتي للايقاع بهذا المجرم الحقير... سلامي لك إلى يوم قريب.. أعدك .. لن أتأخر عليك" ...
هاي هي الرسالة..
ففرح بتلك الرسالة وبمحتواها .. ورفع يداه إلى خالق الكون..
وقال.. اللهم إني قد اقتربت من الحرية..  وإني أثق بتلك الفتاة الصادقة التي لم أندم على عشقها يوماً كل الثقة وأعرف أن تحريري من هذه السلاسل القاسية سيكون على يدها الطاهرة ...

من المنفى وخلف قضبان السجون.. تبكي العيون ويستمر الدعاء..
يُطال الانتظار وتمر الأيام والأشهر بلا خبر وزائر...
اليوم تعلو الأصوات والجميع ينادي باسم ذلك السجين.. أيها السجين هناك برقية أيها السجين هناك برقية....
اقترب السجان وصرخ خلف القضبان.. أيها السجين انهض لقد تبرأت.. استيقظ يا رجل فـ محبوبتك بانتظارك في الخارج.. استيقظ... وعندما اقترب منه أكثر .......
لقد حدث ما لم يكن بالحسبان.. انتهت انفاس السجين وأصبح شهيداً يحمل ابتسامةً طاهرة على وجهه الذي يشع نوراً.. ممسكاً بيده آخر كلماته لمحبوبته الجميلة..
تعالت الأصوات والنحيب.. لقد رحل عنا هذا التقي النقي الطاهر الذي تحمل العذاب ولم نسمع منه شكوى ولا عتاب.. لقد رحل الرجل الطيب وترك خلفه فتاة لا تستطيع التنفس من دونه... لقد رحل...

من المنفى وخلف قضبان السجون.. حبيبة ذلك البطل لازالت تنتظر بلهفة تضع يدها على قلبها الذي بدأ يحترق في ذات الوقت.. مع ذلك فهي تنتظر بلا كلل ولا ملل..
اقترب منها الجندي وسلمها الرسالة ورحل.. ارتعبت تلك الحسناء وشعرت بالاختناق.. فتحت الرسالة وبدأت بقراءتها...
"سامحيني يا حبيبتي فقلبي لم يحتمل ذلك الإنتظار.. لا تحزني فـ والله ما مرَّت لحظة من ذاك الإنتظار قلَّت فيها ثقتي بك وبحبك الطاهر .. ثقتي بأنك ستبرئين اسمي وتحرريني من تلك الزنزانة المظلمة المخنقة.. ولكن لم يكن باليد حيلة.. لقد قضيت نصف عمري خلف تلك القضبان التي لم تفتح يوماً لي إلا في لحظات معدودة..
لا تحزني فلم يكتب لقائنا في هذه الحياة غير المنصفة.. عسى أن يكتب الله لقائنا في الآخرة......
وداعاً إلى أجمل امرأة عرفها الكون ..... وداعاً لصاحبة قلبي .................

عمَّ الصمت وأظلمت الدنيا في عيون الحسناء.. جلست على الأرض وقالت... أنا اسامحك يا رجلي العظيم .. انتظرني بكل صبر .. فأنا قادمةٌ إليك بردائي الأبيض.. لم يكن من نصيبي فستان زفاف ولكن سأجتمع بك بالكفن.. أنا قادمة إليك يا حبيبي .....
وتوقف قلبها عن النبض ورحلت من هذا العالم القذر الى عالمٍ آخر لا يتواجد الظلم فيه وانتهت قصة حبهم الخالدة التي لن ينساها التاريخ... لقد انتهى كل شيء......

النهاية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

النهاية

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من المنفى وخلف قضبان السجون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن