الى كل روح تائهة، اعانك الله لإيجاد الطريق بنوره
-
في ممر طَويل حالِك الضلام، أتخذ أحد زوايا الممر مكاناً له ، رفع ركبتيه مُحاذياً لمستوى صدره وعليهما سند رأسه ، كشكل متكُور ، دموعاً تُقاوم عينيّه كي لا تفيض ، وأطراف أصابعه ترتعش خوفاً و رُبما مشاعر مُلخبطه لم تجد مُتسع في داخله ...صدرت خطواتٍ خافتة تتقرب منه ببطئ جاعلاً منه متوتر ، شَهق بتفاجئ شاعراً بأنامل تلمس ذراعيه وكأنها تَطلب منه النظر ، رفع رأسه بِحدقات مُرتجفة تُراقب الواقف أمامه : "أنا اسف.. ريّاس."
قال الشخص بهدوء ، يتَأمل المُتكور أمامه ، نزل إلى مستوى ريّاس ساند أحدى ركبتيه على الأرض كلا يفقد توازنه ، بيده اليمنى يمسح على ذراعِ ريّاس وسيلة لإظهار حنان عَفى عليه الزمن بالنسبة لِـ ريّاس، أستسلمت دموع ريّاس خائنه عينيّه ف أنهمرت ، دفع يدهُ بعيداً عن ذراعه ، حاول يستقيم بسرعه من جلوسه ف سقط على ركبتيه كأنها عاجزة عن حمل نفسها لِتسنده، لامست كفّيه المُرتجفة أناملها البلاط وهو مُطاطأ رأسه بحيث أنظاره أرتكزت على الأرض ، صرخ :"لـ...ليه خَذلتني وأنا اول من وثق فيك ،لييييه يا رَهاب!"
قال بنبرة مُهتزه تَحكي ألمه ، رفع رأسه بنيه إلتقاء الأعين ، فأتسعت حَدقتيه المصّوبه أنظاره على ضهر رَهاب الي بدوره مشى بِخطوات يائسة مُتجهاً نحو الظلام، حتى أصبح غير واضح للرؤية، ماخذاً أعتذاراته وأصواتهُ المكتومة معه وتارك أحدهم خلفه مُهلكاً، تقدّم ريّاس راكِضاً نحو العَتْمة لاحِقاً رَهاب ، سرّع خطواته وبإذا هو أقترب مِنه ! مدّ يداه راجياً مسك رَهاب ، وعندما لَاطفت أنامله ذراع رَهاب ، اختفى فجأة و كأن ريّاس كان في وهمٍ قبل ثواني ، لا يَرى سواء الحلاك الظالم لِتنهي كابوسه الكَئِيب .

أنت تقرأ
تائهٌ .
Mystère / Thrillerكان طَيفُك في المَنامِ مساحة من ظلامٌ شاسع ، لا يستطيع إضاءتها ألف قنديل .. كنتَ أنت سبب ذلكَ التياه ، يَا من اعتاد قلبٌ على دربِ رُوحكَ الإلفاء . - خالية من أي شيء يُغضب الله .