في يوم من الأيام، بينما كانت إيميليا تعمل في الحقول، مرت قافلة ملكية من المكان. الأمير كريستوف، الذي كان يتفقد الأراضي الملكية، رأى إيميليا للمرة الأولى. كان جمالها الطبيعي وشجاعتها البادية في عينيها قد لفت انتباهه. كان لقاءً عابرًا، ولكنه كان بداية لقصة حب معقدة ستغير مجرى التاريخ.
في هذه الأثناء، كان اللورد إدوارد يفرض قوانين ظالمة على الفقراء. لم تستطع إيميليا الصمت أمام هذا الظلم، فقررت الوقوف ضد القوانين، مما أثار غضب اللورد إدوارد. قرر إدوارد الانتقام منها وسجنها، وقدّمها كهدية للملك أوغسطس، مدعيًا أنها متمردة تستحق العقاب.
بينما كانت إيميليا مسجونة في قصر الملك، حاولت الهروب عدة مرات، لكن محاولاتها باءت بالفشل. ومع مرور الوقت، بدأت تلفت انتباه الملك أوغسطس بشجاعتها وروحها القوية. ببطء، بدأ الملك يشعر بمشاعر غير متوقعة تجاه هذه الفتاة الفقيرة والشجاعة.
وهكذا، بدأت قصة حب غير متوقعة بين ملك صارم وشجاع وفتاة فقيرة وشجاعة، قصة ستغير مجرى الأحداث في مملكة جبعون للأبد.
بعد اللقاء الأول بين الأمير كريستوف وإيميليا، لم يستطع الأمير نسيان تلك الفتاة الشجاعة. عاد إلى القصر مشغول الفكر بتلك العيون المليئة بالإصرار والتحدي. وبينما كان يتحدث مع والده الملك أوغسطس عن جولته في الأراضي الملكية، كان ذهنه يعود مرارًا وتكرارًا إلى إيميليا.
في القرية، كانت إيميليا تواصل حياتها اليومية، غير مدركة أن حياتها على وشك أن تتغير. كانت تعلم أن قوانين اللورد إدوارد الظالمة تهدد سلام قريتها، لذا قررت الوقوف ضدها بشجاعة. نظمت تجمعًا لأهل القرية ليتحدثوا بصوت واحد ضد الظلم، ولفتت شجاعتها أنظار الجميع.
في هذه الأثناء، كان اللورد إدوارد يسمع بأخبار هذا التمرد الصغير. لم يتردد في إرسال جنوده للقبض على إيميليا وزجها في السجن. وبينما كانت تُقتاد بعيدًا، كانت تحدق بعيونها الملتهبة بالغضب والتحدي، وهو ما أثار انتباه الجنود الملكيين.
عندما وصلت إيميليا إلى القصر الملكي، كانت عازمة على الهروب. حاولت الهروب عدة مرات، ولكنها كانت تُقبض في كل مرة. كانت المحاولات الفاشلة تزداد معها قوة الإصرار والعزيمة. بدأ الحديث عن الفتاة الشجاعة ينتشر في أرجاء القصر، ووصلت أخبارها إلى الملك أوغسطس.
في يوم من الأيام، قرر الملك أوغسطس زيارة السجن ليرى بنفسه تلك الفتاة التي تتحدث عنها المملكة. عندما التقى بها، كان الملك مندهشًا من شجاعتها وثباتها. بدأت إيميليا تتحدث معه عن الظلم الذي يعانيه الفقراء بسبب قوانين اللورد إدوارد، وكانت كلماتها الصادقة تترك أثرًا عميقًا في قلب الملك.
ومع مرور الوقت، بدأت مشاعر الملك تجاه إيميليا تتغير. لم يكن الأمر مجرد إعجاب بشجاعتها، بل كان شيئًا أعمق. كانت تلك الفتاة الفقيرة والشجاعة قد لمست قلب الملك وأثارت فيه مشاعر لم يكن يتوقعها.
وبينما كانت الأيام تمضي، كان الحب ينمو في قلب الملك أوغسطس تجاه إيميليا، وكانت هذه المشاعر غير المتوقعة هي البداية لتغيير كبير في مملكة جبعون.
في الأيام التي تلت زيارة الملك أوغسطس للسجن، بدأت الأمور تتغير ببطء في قصر جبعون. بدأت شائعات تنتشر بين الخدم والحراس حول اهتمام الملك بالفتاة المسجونة. ومع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن الملك لم يعد يرى في إيميليا مجرد متمردة، بل رأى فيها روحًا نبيلة وقلبًا شجاعًا.
إيميليا، رغم سجنها، لم تفقد الأمل. كانت تؤمن بأن العدالة ستنتصر في النهاية، وكانت تواصل الحديث مع الجنود والخدم حول الظلم الذي يعانيه الفقراء بسبب قوانين اللورد إدوارد. كانت كلماتها تصل إلى قلوب الجميع وتثير فيهم الرغبة في التغيير.
الأمير كريستوف، الذي كان لا يزال منشغلًا بذكرى لقاءه الأول مع إيميليا، بدأ يسمع الأحاديث عن اهتمام والده بها. شعر بالدهشة والحيرة. كيف يمكن لفتاة فقيرة أن تؤثر في قلب الملك الصارم؟ قرر أن يزور السجن بنفسه ليرى تلك الفتاة التي أثارت كل هذه الضجة.
عندما التقى الأمير كريستوف بإيميليا مرة أخرى، كانت لحظة مليئة بالمشاعر المتناقضة. رأى فيها نفس الشجاعة والإصرار الذي لفت انتباهه من قبل. تحدثا لفترة طويلة، واستمع الأمير لقصة إيميليا ومعاناتها. شعر بتعاطف عميق معها، وبدأ يفكر في كيفية مساعدتها.
أنت تقرأ
فتاة مملكة جبعون
Romansaتقع أحداث الرواية في مملكة جبعون، وهي مملكة تاريخية في جبال البلقان، حيث يحكمها الملك أوغسطس المعروف بحكمته وشجاعته. القصة تدور حول الأمير كريستوف، ابن الملك، الذي يتميز بالصرامة والشجاعة في المعارك، والفتاة الفقيرة والشجاعة إيميليا التي تعيش في إحد...