الفصل الرابع:

2 2 0
                                    


عندما خرجت إيميليا من جناحها في القصر، كانت الشمس تشرق بأشعتها الذهبية على حدائق القصر، مما جعلها تشعر بقليل من الراحة بعد يوم عاصف. قررت أن تتوجه إلى غرفة الاجتماعات حيث كان الملك يترأس اجتماعًا مع كبار المستشارين والنبلاء.

عندما دخلت إيميليا إلى الغرفة، كان النقاش يدور حول كيفية تنفيذ التعديلات الجديدة في القوانين. كان هناك انقسام واضح بين المؤيدين للتغييرات والمعارضين لها. كان اللورد إدوارد بين الحضور، يراقب بصمت وهو يظهر استياءً عميقًا.

أخذ الملك أوغسطس الكلمة، قائلاً بصوت حازم: "أيها النبلاء، أود أن أعلن أن التعديلات على القوانين ستكون سارية اعتبارًا من اليوم. هذه التغييرات ضرورية لضمان العدالة والمساواة في مملكة جبعون."

أثار هذا الإعلان ضجة في الغرفة، حيث عبّر بعض النبلاء عن اعتراضاتهم، بينما هنّأ آخرون الملك على قراره الشجاع. كان اللورد إدوارد يبدو غاضبًا ولكنه كان مجبرًا على السكوت في ظل دعم الملك القوي للتغييرات.

بعد الاجتماع، دعا الملك أوغسطس إيميليا إلى جناحه الخاص. كانت أجواء الغرفة مليئة بالهدوء والسكينة، ولم يكن هناك سوى أضواء الشموع الهادئة التي تنير المكان. نظر الملك إلى إيميليا بجدية وقال: "إيميليا، أعلم أن هذه التعديلات لن تكون سهلة، ولكنها خطوة مهمة نحو بناء مملكة أفضل. أحتاج إلى مساعدتك في التأكد من تنفيذها بشكل صحيح."

أجابت إيميليا بإصرار: "سيدي الملك، سأبذل قصارى جهدي لضمان نجاح هذه التغييرات. لقد عانينا الكثير، والآن حان الوقت لتحقيق العدالة التي يستحقها شعبنا."

ابتسم الملك، وهو يراقب إيميليا بإعجاب. ثم قال: "هناك شيء آخر أريد أن أضيفه. لقد بدأت أشعر بشيء عميق تجاهك، ليس فقط من ناحية الدعم والمساعدة، بل مشاعر شخصية أيضًا."

توقفت إيميليا عن الحديث، وبدأت مشاعرها تتصاعد. كانت تدرك أن العلاقة بينهما تتجاوز التعاون المهني، وأن الحب أصبح جزءًا من حياتهما. حاولت إخفاء مشاعرها المتضاربة، لكن نظرة الملك كانت تعكس صدق مشاعره.

"سيدي الملك، أنا ممتنة لك على كل الدعم والتقدير. لقد تعلمت منك الكثير، وأشعر بأننا نشارك رؤية مشتركة لمستقبل أفضل لمملكة جبعون." قالت إيميليا برقة.

قرر الملك أن يخرج مع إيميليا إلى الحديقة مجددًا، حيث يمكنهما التحدث بحرية بعيدًا عن أعين الآخرين. في هذه الأجواء الهادئة، كانت بداية فصل جديد في حياتهما، حيث كان الحب والشجاعة ينسجانهما معًا في قصة تتجاوز حدود القصر الملكي.

بينما كانا يمشيان في الحديقة، أدرك الملك أوغسطس وإيميليا أنهما ليسا فقط شركاء في تحقيق العدالة، بل أيضًا في بناء حياة مشتركة مبنية على الحب والإحترام. كانت المملكة على أعتاب مرحلة جديدة، وكان مستقبلها يعتمد على الإرادة المشتركة للأمير والفتاة الشجاعة.

في الأيام التالية، بدأت إيميليا تلعب دورًا محوريًا في تطبيق التعديلات الجديدة على القوانين. كانت تجوب القرى وتلتقي بالفقراء والمزارعين، تستمع إلى مشاكلهم وتعمل على إيجاد حلول فعّالة. كانت لحظات القلق تتخلل عملها، حيث كان هناك معارضة قوية من بعض النبلاء والطبقات العليا الذين لم يتقبلوا التغييرات.

في أحد الأيام، وبينما كانت إيميليا تستعد للعودةإلى القصر بعد جولة ميدانية، تلقت رسالة عاجلة من الملك أوغسطس. كانت الرسالةتدعوها للعودة إلى القصر فورًا، حيث كانت هناك أزمة تتطلب تدخلها الفوري

فتاة مملكة جبعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن