## الفصل الثاني :

7 3 0
                                    

في تلك الأثناء، كان اللورد إدوارد يشعر بالقلق من تزايد الحديث عن إيميليا وتأثيرها على الملك والأمير. قرر اتخاذ خطوة جريئة للتخلص منها نهائيًا. خطط لإرسالها بعيدًا عن القصر، مدعيًا أنها تشكل خطرًا على استقرار المملكة.

لكن الملك أوغسطس، الذي كان يشعر بمشاعر الحب تجاه إيميليا، لم يكن ليقبل بهذا القرار بسهولة. بدأ يواجه اللورد إدوارد ويعبر عن رفضه القاطع لإبعادها. كانت هذه المواجهة بداية لصراع داخلي في القصر بين من يدعم إيميليا ومن يراها تهديدًا.

إيميليا، التي كانت تدرك مدى خطورة موقفها، قررت أن تواجه اللورد إدوارد بنفسها. طلبت مقابلة الملك وأعربت عن استعدادها لتحمل أي عواقب، لكنها لن تتراجع عن موقفها ضد الظلم. كانت كلماتها الشجاعة تعبيرًا عن إيمانها العميق بالعدالة، وزادت من إعجاب الملك بها.

وبينما كانت الأحداث تتصاعد، كان الحب ينمو في قلب الملك أوغسطس تجاه إيميليا، وكانت المملكة على وشك أن تشهد تغييرًا جذريًا بفضل شجاعة فتاة واحدة.

مع مرور الأيام، أصبحت الأوضاع في قصر الملك أوغسطس أكثر توترًا. كان الملك، الذي كان يواجه ضغوطًا من اللورد إدوارد والنبلاء، عازمًا على اتخاذ قرار حاسم بشأن مصير إيميليا. كان صراعًا داخليًا عميقًا، حيث كان قلبه يميل نحو إيميليا وشجاعتها، بينما كانت واجباته كملك تقتضي منه مراعاة استقرار المملكة.

في إحدى الأمسيات الهادئة، اجتمع الملك أوغسطس مع الأمير كريستوف في مكتبه الخاص. كانت الأضواء تتلألأ على جدران الغرفة، وكان الملك يبدو عابس الوجه وهو ينظر إلى الوثائق المبعثرة أمامه.

"أحتاج إلى مساعدتك في اتخاذ قرار، كريستوف," بدأ الملك بصوت منخفض. "اللوماء التي أثيرت حول إيميليا تتزايد، وأنا في حيرة من أمري. هي ليست مجرد متمردة، بل شخص يمتلك شجاعة وروحًا نادرة."

أخذ الأمير كريستوف نفسًا عميقًا، ثم أجاب: "أبي، إيميليا ليست مثل أي شخص آخر. لقد قابلتها وتحدثت إليها. إنها تقاتل من أجل العدالة، ولم تُظهر سوى الإصرار والشجاعة. يجب علينا أن نكون منصفين."

بينما كان الأمير كريستوف يتحدث، كانت إيميليا تستعد لمقابلة الملك مجددًا. كانت تأمل في أن تستمر في إقناع الملك بحقيقة قضايا الفقراء والظلم الذي يواجهونه. قلبها كان مملوءًا بالأمل والإيمان بأنها ستنجح في مهمتها.

عندما دخلت إيميليا إلى قاعة الملك، كانت تراقبها الأعين الفضولية. وقفت أمام الملك، وجسدها ينم عن الثقة رغم ما مرت به. بدأ الملك يتحدث، قائلاً: "إيميليا، لقد استمعت إلى قصتك وإلى ما تقوله عن معاناة الفقراء. أريد أن أفهم لماذا تقاتلين بهذه الشدة؟"

ابتسمت إيميليا، وعينها تتلألأ بإصرار: "أعظم عطاء يمكن أن تقدمه المملكة لشعبها هو العدالة. لقد رأيت كيف تضررت قريتي وكم يعاني الناس بسبب قوانينك. أقاتل ليس من أجل نفسي، بل من أجل جميع من هم في حاجة إلى صوت يدافع عنهم."

كانت كلمات إيميليا تلامس قلب الملك بعمق. بدأ الملك يشعر بمشاعر جديدة تتولد في داخله، مشاعر لم يكن يتوقعها. بينما كان يستمع إليها، أدرك الملك أنه لم يكن مجرد إعجاب بالشجاعة، بل كان هناك شيء أعمق، شيء يشبه الحب.

توجه الملك إلى الأمير كريستوف بعد اللقاء مع إيميليا، قائلاً: "لقد قررت أن أغيّر الأمور. سأفكر في تعديل القوانين وتخفيف العبء عن الفقراء. أريدك أن تساعدني في تنفيذ هذه التغييرات."

فتاة مملكة جبعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن