الفصل الثالث:

2 2 0
                                    

كان الأمير كريستوف يشعر بالسعادة لأن الملك قرر الاستماع إلى صرخات العدالة، وبدأت الأمور في المملكة تتغير تدريجيًا. ومع كل خطوة نحو تحقيق العدالة، كان الحب ينمو بين الملك وإيميليا، وكانت مملكة جبعون تتجه نحو فجر جديد.

مع مرور الأيام، بدأت التغييرات التي أمر بها الملك أوغسطس تظهر ببطء في المملكة. أصبحت القوانين أكثر إنصافًا، وتم تخفيف العبء عن الفقراء. لكن التغيير لم يكن سهلاً؛ فقد واجه الملك وأمير كريستوف مقاومة شديدة من اللورد إدوارد والعديد من النبلاء الذين اعتادوا على الوضع القائم.

في القصر الملكي، كانت إيميليا تتأقلم مع وضعها الجديد كمستشارة للملك، حيث كانت تقدم رؤى حول كيفية تحسين حياة الفقراء. رغم أن وضعها في القصر لم يكن سهلاً، إلا أن تصميمها وإرادتها لم يتزعزعا.

في أحد الأيام، قرر الملك أوغسطس دعوة إيميليا لتناول العشاء معه في قصر الملك. كان هذا دعوة خاصة، وكان الملك يهدف من خلالها إلى التعبير عن تقديره لشجاعتها ودعمها. كانت الأمسية مليئة بالأجواء الرومانسية، والشموع تتلألأ على الطاولات، والجنود والحراس يبتعدون في الخلفية.

جلس الملك إلى جانب إيميليا على الطاولة، وكان حديثهما يتخلله لحن الهدوء والاحترام المتبادل. بدأ الملك الحديث، قائلاً: "إيميليا، لقد غيرت الكثير من الأمور في المملكة، ولكن هناك شيء واحد لا يزال يؤرقني."

سألت إيميليا بفضول: "ماذا تقصد، سيدي الملك؟"

أجاب الملك بنبرة صادقة: "أشعر أن هناك شيئًا أكبر من مجرد القوانين والتغييرات. هناك مشاعر لا يمكنني تجاهلها، وقد بدأت أشعر بشيء عميق تجاهك."

كانت كلمات الملك مفاجئة لإيميليا. لم تكن تتوقع أن يشعر الملك بهذه الطريقة نحوها، لكنها شعرت بمشاعر مختلطة من السعادة والقلق. بينما كانت تراقب الملك بعينيها اللامعتين، أدركت أن الأمور قد تتغير بشكل كبير.

بعد العشاء، طلب الملك من إيميليا أن تأخذ جولة في حديقة القصر. كانت الحديقة مليئة بالأزهار النادرة والأشجار العالية، وكان الهواء مفعمًا بعطر الزهور. بينما كانوا يسيرون معًا في الحديقة، توقف الملك وقال: "أعلم أن التغيير ليس سهلاً، ولكن بفضل شجاعتك وإصرارك، أصبحت الأمور أفضل. أريد أن أطلب منك شيئًا واحدًا."

سألت إيميليا بفضول: "ماذا تريد، سيدي الملك؟"

أجاب الملك: "أريد منك أن تبقي بجانبي. ليس فقط كمستشارة، بل كشريك في رحلة التغيير. أريدك أن تكوني جزءًا من حياتي، وأرغب في أن أكون جزءًا من حياتك."

كانت كلمات الملك تعبيرًا عن الحب الذي نما بينهما، وابتسمت إيميليا بحرارة. شعرت بالسعادة والامتنان لأن حياتها قد تغيرت بفضل إيمانها وشجاعتها. ولكنها أيضًا كانت تدرك أن الطريق إلى الأمام سيظل مليئًا بالتحديات والصراعات.

ومع بداية هذا الفصل الجديد في حياتهما، كان الملك أوغسطس وإيميليا يخططان لبناء مستقبل أفضل لمملكة جبعون، مستقبل يمتلئ بالعدالة والحب، ويحقق أحلامهم المشتركة.

في صباح اليوم التالي، كانت أجواء القصر الملكي تعكس التوتر والقلق من التغييرات التي كانت على وشك أن تحدث. كان الملك أوغسطس مستغرقًا في التفكير، عازمًا على إحداث تحول كبير في المملكة. أما إيميليا، فقد كانت تستعد لمواجهة يوم مليء بالتحديات الجديدة.

فتاة مملكة جبعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن