تَشكِيلُ الطَاعَة

316 29 5
                                    

كُوريَا ، إِنتشُون
الثامِن من شَهر ينَاير
٢٠٢٣

١٠:٣٠ صباحًا

يترَدد صوتُ كعبِ حذائيهمَا الكلاسكيَان في الرواقِ و يرتدُ الصدى إلى نهايتِه ثم صدَح صوتُ المُرشِد الشَروح في خلو المَكان

" في مؤسَستِنا نَسعى لجعل كل مشروعٍ ناجِح و يتناسَب مع معايير زبائنِنا

كل غرفة تحتوِي من الخمسِ إلى العشر فتيَان أو فتيَات
ممنوعون من التواصل مع بعضِهم
لتحقيق الخطوة الثانية من المنهاج الثاني المتبَع و هو الفصل الإجتماعي
التجمع قد يولد أفكار التمرد و العصيَان "

همهم الشاحِب و هو يتَجول في رواقِ الغرف رائحة الطاعة و الخوف منتشرةٍ في مكان ، يستنشِقها مع شهِيقٍ له نظر من حوله ثم أمَر بهدوء

" أريد معرفة كامل المنهَج المتبع من بدَاية لا تخفي عني حرفًا واحدًا "

قال غير مُكترث لثرثَرة المرشِد السابقَة و رغمَ معرفتِه لكامل الأسالِيب لأنها مستوحات من نظريَتِه حول قتل الفطرة إلا أنهُ يودُ معرفة التطورات فكما قال جونغ سابقًا أن والدَهُ طور نظريَة

" أمركَ مطاعٌ سيد مِين ،  كأول خطْوة المشروع يجب أن نجلبَه منذ نعومة أظافره أو أظافرها كلما كان عقلهُ بدائي كلَما كانت المنهجية المتبعة أكثَر تأثيرا و فعَالية
تقوم عدة مربيَات متدرباتٍ في المؤسسَة بتربِية الرضَع و تردِيد الشعار الأمثَل الذي سيترسخ في ذهن الطفل و هو طاعة السادَة هو الهدف الأسمى من وجودي  ، و هكذا نبدأ بتهيئة التدريب النفسي و التَلاعُبِ الذهني
و فور بلوغِه الرابعَة ننتقل للمرحَلة الأولى  التكرار و الإيحاء ، معروفٌ أن الأطفال في سن الرابعة إلى السادسَة سهلٌ حفظهُم لتعليمَات و
نبدَأ بتدريسهم  أوامر و أفكَار و تكرارهَا حتى تصبح جزءًا من اللاوعي الخاص بِهم و يردونهَا و كأنهم ولدُوا بتلك الأفكار ، و نستخدم الإيحاء لإيصال فكرة أن الإنصيَاع و خضوع للأوامر الموجهة هو طريق الوحيد لتفوق و نجَاح "

توقفَ الشاحِب و إلتفت للمرشِد الذي كان يتبعُه و يتكلم و قاطعهُ بفضول لكِن ملامحه الجامدَة و صوته الثابت لم يتغَير

العَرِيس: خُيُوط الطَاعَة YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن