نائلة

١ | تَوطِئة.

٢ شوال |

- هُنا حَيث يَتجرعُ الحبر الذي يُلقي الكَلمات، كلماته
هُنا بِمحضرِ التاريخِ يَتلاحَمُ طَعم السُمِ والعَسل
مِن ثُم يختَلطُ الحبُ مَع النِفاق، وَتُصبح أعيُن المُحبينَ كَكأسٍ دَمٍ وَآمال الهائِمين تُهدَم....تَنطوي السَماءُ أمامَ العاشِقين وَتُسحَب الغاياتُ مِن بينِ الحالِمين كَبساطٍ مِن تَحتِ أرجُلهم بِغيرِ عِلم
هُنا يَتحتَمُ القَرار، أم الفرار؟

ومابينَ كَربٍ وَحب، تَقبعُ نائِلَة -

________

"تَتَسللُ تَنسلُ مِن بينِ الجُدرانِ كَعقربٍ تَتوارى خَلفَ الأعيُنِ تَلِجُ دارَ المُستَشارِ بِغيرِ إذنٍ، وَكُل هذا...لأجلِ طَلبِ يَدِ أُخته؟ ألا شُلَت يَدٌ توافِقُ على هذا !" إلتَهمتِ النار عَينيه، وَكانَ بُؤبُؤها يَغوصُ بِهِ النور فيندَثِر، هو غاضِب...وجدًا

فِي طامورَةِ القَصرِ الذَهبي رَمى مَن جاءَ يَمتثُل لِسنةِ النبي لا يَمتَثِلُ لِأخلاقِه...

"لا تُهمني موافقتُك البَتة"

إقتَطفتُ مُبتغاي الذي أتيتُ لَأجلِه فَعلِمتُ أنَ هذا الشاب لَن يَعتكِفَ الحَذر وَزوجي لا يُتقِنُ الصَبر...جَعلتُ قَدمًا تُسابقُ الريح وَلحقتها أُخرى أهروِلُ نَحو غُرفتها التي تَعتلي أبهَة القَصر

وَلجتُ بابَه فَتوقَفتُ أمامَ العَتبةِ ألتَقِطُ أنفاسي التي هَربت مِن رئتيّ أقبِضُ عَلى قرطي الذي صُلبِ على أُذني، فَأكمَلت سَعيي بِقدمٍ تائهِة...يَجبُ عَليها أن توقِفهم وإلا حَدثتِ الكارثَة

هي لا تَعلم مَالذي يَحدث خَلف مَرأى عَينها، ولا تُدرِك الماءَ الذي يَجري مِن تَحتها...

أدخَلتُ هامَة رأسي لِحجرتها أتفَقدُ الوَضع وَكعادةٍ مُعتادَةٍ لَها تُبقي النافِذة مُنفَرجة الأقفالِ بِغير عِناق

يَجبُ عَليّ أن أهدَأ قَبل إيقاظِها "إستَيقِظي يا وَرم فُؤادي إستيقِظي" نَدهتُها بِصَوتٍ لا يَسمعهُ سِوى مِن تَلقاهُ وَمن الجيدِ أن مَن بهذهِ العائِلَة خفافٌ في النَوم

إعتَدلت الجَلسة عَلى مَضجعِها تَمحو النعاسَ مِن عَينِها تُرشِقُني بِكلماتٍ وَتساؤل "نَفيسَة؟ مَالذي أحضرَكِ إليّ قُبيلَ الفَجر؟"

عانَقتُ خَديها أضعُ وَجهها بينَ بَناني لأُخبرها "يابنَةَ رضوانٍ أصغي إلي....عمران غاضِبٌ بِأمرٍ يَتعَلقُ بِك" رَصدتُ إستفاهَمًا بِعينيها لكِنها أدرَكت شِدَة الأمر

مِن ثُم، كادَت أن تَرمي بِنفسِها مِن النافِذةِ التي تَترُكها دائِمًا مشرَعة اليدين

يا إلهي....أي أملٍ زَرعتُ على هِضابِ كَتفيها بَل أي نوال؟ الجَميعُ هنا مَن بِهذهِ العائِلة مَجنونٌ على حدٍ سَواء..