أنظار آكينو لم تبتعد عن ريو حتى أخفاها ظلام الليل، وفور إختفاء هالتها التي طغت على آكينو، جميع أعضاء جسد آكينو ارتخت وسقط على ركبتيه <أنا لست بجبان.... لكن، ما هذا بحق الجحيم؟!>
أستجمع آكينو رباطة جأشه -بصعوبة- ونهض كي يُكمل ما أتى لأجله، تسديد دين متجر شوكو.
ريو أكلمت طريقها نحو منزلها الخشبي بهدوء تام، وبعد مسير بضع دقائق، بات منزلها مرئيًا وكانت أخت ريو، كعادتها، تركُل الصخور أمام المنزل منتظرتًا ريو حتى تعود.
"ريو-ني!" صرخت آيل وبدأت بالركض ناحية ريو، قفزت كطفلة تُريد أن يتم ألتقاطها، وهذا بالفعل ما حدث. ألتقطت ريو آيل بين ذراعيها فضمت آيل عنق ريو "أجلبتِ الشوكولا؟! جلبتيها، صحيح؟!"
بصوتها الهادئ، ردت ريو "نعم" مما جعل عيني الفتاة الصغيرة تلمعان بحماس.
وضعت ريو آيل ارضًا ومدت بقطعة الشوكولا المُغلفة لها "لا تأكلينها بسرعة، فهي ليست للشبع" نصحت ريو فكانت آيل تقفز في مكانها بحماس قبل أن تأخذ قطعة الشوكولا من يد ريو "أنها شوكولا! لم أأكلها منذ سنوات!! شكرًا! شكرًا! ريو-ني!"
ربتت ريو على رأس آيل وتعدتها مشيًا نحو منزلها، فظهر الفتى الذي كان يبتر الخشب من داخل المنزل قبل أن يُسند بوزنة على الباب، مانعًا ريو من الدخول "أنظر من اختارت الشوكولا على العشاء" قال الفتى ساخرًا.
"أخرس" ردت ريو بنبرة هادئة وهي تمشي ناحية الباب "تستطيع أن تعيش يومًا دون عشاء" ثم أردفت وهي تدفع بنفسها من خلال جسد الفتى.
"أمي!" صرخ الفتى "أنظري لريو! هي أختا..." توقف الفتى عن الكلام عندما لاحظ خطأه، علامات الاستيعاب رُسمت على وجهه عندما تذكر أن أمهُ عمياء "أقصد أسمعي ريو! هي تُريد أن تنام دون عشاء!"
تنهد ريو من غباء الفتى ودخلت للمنزل، فكان الصوت الذي رحب بها هو صوت والدتها "عزيزتي، هل ما سَمِعتهُ صحيح؟"
"لقد تناولت غدائي متأخرًا، لستُ بجائعة"
"لقد تركت لكِ تفاحة، تناوليها قبل الخلود للنوم"
دخلت آيل للمنزل ووقفت بين ريو والأم، بدت وكأنها تعاني وهي تحاول كسر قطعة الشوكولا التي بيدها، تحولت جميع الأنظار نحوها، حتى الأم العمياء قد القت بوجهها ناحية الفتاة الصغيرة.
كسرت آيل قطعة الشوكولا بشكلٍ غير متساوي، فنظرت ناحية القطعتين قبل مد يدها التي تحمل القطعة الكبيرة للأعلى نحو ريو، وقالت كلمة واحدة "عشاء!" ثم ابتسمت بلطف.
ابتسمت الأم وأبتسم الفتى من خلف ريو، فما كان من ريو سِوا أن تُربت على رأس الفتاة "ولكني لا أٌحب الشوكولا، سأتناول التفاح بدل ذلك، حسنًا؟"
"حسنًا!" ردت آيل بحماس قبل أن تذهب في طريقها، أشار الفتى على نفسه وقال بصوتٍ حزين "وأنا؟"
أنت تقرأ
ين الين ويانغ
Fantasíaالعالم ليس المكان الجميل كما يظن الجميع، فقط من اُختِبروا هم من يعرفون حقيقة هذا العالم البائس. سأأخذكم معي في رحلة ليس فيها شر او خير، لكن بها نور وظلام، رحلة ليس بها شفقة الكاتب التي تنتج عنها نهايات سعيدة للكل. او لأي أحد. في عالم من نسج الخيال،...