الفصل الثاني

150 26 18
                                    

وبعد الثلاث سنوات التي مرت مع سلسبيل وكأنها ثلاثة اشهر بسبب انشغالها بما تكتشفه في العالم و قد زارت مدن كثيرة و اكتسبت خبرات في عديد من الاشياء و قد كانت تمشي وسط الناس في شوارع اخر مدينة زارتها كانت تسمي زويار والتي كانت تمتاز بأحياء فقيرة تتكون معظم منازلها من طابق واحد او طابقين المبنية من الطوب المحروق وبساطة معمارية و احياءها الثرية قد كانت عبارة عن بعض قصور تميزت بنقاشات مميزة وجميلة تجذب العين اليها و بينما هي تمشي يسلمون عليها الناس هنا وهناك لانهم قد عرفوها بطيبتها وحسن خلقها و هي بقيت بينهم قرابة الثلاثة اشهر وعرفت انهم اناس كرام ودودين يحبون الخير لغيرهم عكس مدينتها التي تربت فيها و كلما جاء في خاطرها ذكرى عن مدينتها القديمة تشتاق الي والديها وتحاول ان تكبح دموعها ولا تبكي لانها تتعلق بهم كثيرا و بينما هي تمشي رأت متجرا يبيع الملابس المخصصة للمغامرون فقررت ان تذهب اليه وتشتري بعض الملابس لانها ترتدي نفس الملابس منذ ثلاث سنوات التي بدت بالية ولم ترغب ان تشتري ملابس جديدة طوال هذه الفترة من اجل ان لا تضيع سبائك الفضة التي جمعتها اثناء عملها في جميع المدن التي زارتها وايضا من اجل ان لا تضيع سبائك الفضة من اجل ان تذهب الي المدينة التي لطالما حلمت ان تزورها وانها ستكلفها الكثير من سبائك الفضة من اجل دخولها الي مدينة ڤاليرا او المعروفة بأسم مدينة السلام فدلفت الي المتجر وسألت البائع ان يعرضلها جميع الملابس الموجودة ورأت اشكالا كثيرة والوانا مختلفة ولكن لفت انتباهها زيا كان عبارة عن بنطالا ابيض ضيق و معه قميصا بنفس لون البنطال واسع وطويل يصل الي قبل منتصف الفخذين بقليل وفوقة سترة قماشية قصيرة حمراء اللون بدون اذرع مع حذاء جلدي اسود اللون طويل الرقبة ثم سألت البائع

_بكم هذا الزي سيدي

_انه بأربعين سبيكة فضية

فسكتت ثم فكرت قليلا انها تملك خمسمائة سبيكة فضية و سوف يتبقي معها ربعمائة وستون سبيكة فضية وخروجها من المدينة سوف يكلفها ستون سبيكة و دخولها الي مدينة ڤاليرا قد يكلفها ثلاثمائة سبيكة وانها ستضطر ان تعمل هناك لسد احتياجاتها و لتوفر ثمن خروجها من المدينة عندما تريد ثم فكرت انها حقا يجب ان تشتريه لان زيها قد قامت بتخييطه عدة مرات و انه يبدو باليا ثم قالت

_حسنا سأشتريه

فرد البائع مبتسما ثم وضعه في كيس قماشي وقدمه اليها

_فلتعودي مرة اخري

فردت سلسبيل مبتسمة

_شكرا

ثم غادرت المتجر سعيدة بزيها الجديد وتمشي في شوارع المدينة بسعادة ثم اخذت طريقا مختصرا صغيرا لتصل الي النزل الذي بقيت فيه وكانت تدفع في كل شهر عشرة سبائك فضية لتبقي شهرا في النزل وقد كان غدا هو اليوم الاخير للشهر الثالث في هذه المدينة و نفس اليوم الذي سوف تغادر فيه هذه المدينة ثم دلفت الي النزل وسلمت علي صاحبه الذي صادفته و هي تصعد الدرج ثم دخلت الي غرفتها البسيطة التي كانت عبارة عن سرير صغير مع خزانة صغيرة لملابسها ثم توجهت الي خزانتها واختارت ملابسها للنوم التي كانت عبارة عن قميصا وبنطالا قماشيان فضفاضان بلون القمح ثم اخذت تفكر عن شكل تلك المدينة وشكل بنياتها وعما ستفعله هناك وعن سعادتها التي لا توصف لان اخيرا حلمها سوف يتحقق غدا الذي لطالما حلمت ان تزورها منذ ان كانت صغيرة ثم بدأت تشعر بالنعاس بعد كل هذا التفكير لتغوص في نوم عميق

سلسبيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن