الفصل الاول

150 27 39
                                    

لطالما اراد كل حاكم ان تكون مدينته اشهر مدينة بالعالم اسره و دائما ما يتمنون حياة مثالية لمواطنيهم و هذا ما تمناه فتي صغير كان ابن حاكم مدينة ڤاليرا و كان دائما ما يحدث هذا الفتي الصغير والده بحماسة عن ما سيفعله عندما يصبح حاكم هذه المدينة و ماسيفعله لمواطنيها من خير و ان يعم السلام الدائم في هذه المدينة و قد تمسك بهذا الحلم حتي كبر هذا الفتي الصغير و اصبح حاكما لهذه المدينة و قد عم السلام في هذه المدينة كما تمني هذا الصغير و اصبحت من اشهر المدن المعروفة بأنها مدينة السلام و الكل يتمني ان يزورها كان صغيرا او كبيرا و الكل كان يطمح ان تكون مدينته بسلام مدينة ڤاليرا او بشهرتها و منهم من يتمني لها السقوط و ان تصبح مدينتهم الأشهر
                               ***
و كان في مدينة صغيرة تدعي تدبرال كانت معروفة بشعبها الحقود و الغيور و الذي يكره الخير لغيره نمت فتاة صغيرة طيبة القلب كنجم ساطع وحيدا وسط سماء عتمة سوداء تختلف عن قلوب الناس السوداء من حولها تدعي سلسبيل وفي يوم من الايام كان ضوء القمر يتسلل من شرفة هذه الفتاة وهي تجلس مع والدتها علي السرير ولا ينير الغرفة سوي ضوء القمر و مصباح زيتي مع كلمات والدتها و نعاس الطفلة وهي تخبرها عن مغاماراتها كقصة تحب ان تستمع لها الاذان مثل كل ليلة من ليالي ايام سلسبيل كانت والدتها تخبرها دائما عن مغاماراتها و استكشافاتها و عن لقاءها بوالدها وحبهما ببعضهما وعن غيرة سكان مدينتها عند معرفة زواجها منه و حين تخبرها عن ذلك تضحك بشدة و كأنها القت عليها دعابة و قالت لها ايضا انها سمتها سلسبيل لانها في احدي مغاماراتها رأت انهار تجري تحت اشعة الشمس الذهبية فبدت و كأنها ذهب ذائب يجري وقررت ان تسمي ابنتها بذلك و كانت كلما اخبرتها عن مغامراتها اشتد لهب بداخل سلسبيل و اشتدت رغباتها في ان تصبح مثل والدتها مغامرة ومستكشفة العالم بأسره وان تقع بحب شاب مميز و يعيشا سويا ما تبقي من عمرهما و مرت الايام و الشهور و السنين حتي بلغت سلسبيل سن العشرين وحينها قررت سلسبيل ان تخبر والديها عن رغباتها وطموحاتها في ان تصبح مستكشفة العالم بأسره و انها لا تريد ان تعيش حياتها حبيسة في مدينتها كطير في قفص يتمني الخروج و يعلم عن خبايا العالم واسراره

_امي ابي انا ارغب في ان اصبح مثلكما مستكشفة العالم بأسره

نظرت سلسبيل الي والديها بحماس ترغب ان تعرف ردهما و كانت متأكدة انهما لن يرفضا طلبها
و حينها نظرا والديها الي بعضهما و ابتسما و كأنهما كانا يعرفان ما سيحدث فبالطبع بعد كل القصص و المغامرات التي اخبرتها بها والدتها منذ صغرها سوف ترغب في ان تصبح مثلهما عندما تكبر
ابتسمت والدتها واخبرتها

_بالطبع نحن لن نرفض لكي طلب و سنرغب في سعادتك و لكن لا اريدك ان تتأخري علينا وتعودي لتجدي هذه المدينة مدينة اخري و لا تجدينا مجددا كما حدث معي

فظهرت الدهشة وبعض الاستغراب علي وجه سلسبيل وحينها اخبرتها والدتها عن جديها انها ذات مرة في مغامراتها تأخرت لمدة سنتين لتجد عند عودتها لمدينتها انها قد احتلت من مدينة معادية و أسر العديد من الاهالي و الاطفال وكبار السن وكان من ضمنهم والديها لتضطر ان تغادر مدينتها التي لم تعد مدينتها حتي لا يمسكوها حراس المدينة المعادية و تبقي ما تبقي من حياتها في السجن او تعمل كخادمة لاحدي الاسر الثرية و بقيت تتجول في العالم الي ان وصلت هذه المدينة و في احدي الايام عرفت من الذين يقولون الاخبار عن البلدان الاخري ان كل من سجنوا في مدينتها السابقة قد قتلوا و حينها تسرب الخبر مثل الصدمة اليها و انهمرت دموعها علي خديها و هرولت لمنزلها الفقير و بقيت تبكي بالايام وتسهر الليالي و في احدي الايام قالت لنفسها انها لن تستسلم و لن يتحكم بها الحزن وانها يجب ان تعود الي نفسها القديمة و عادت الي مغاماراتها و حينها قابلت والدها الذي انساها حزنها بفراق والديها
و انهت حديثها بعناق والدها و الذي فعل المثل
نظرت اليهم سلسبيل بمزيج من الحب و الحزن و حينها اخبرتهم

سلسبيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن