نهاية الصداقة

13 11 0
                                    

في يوم مشمس ودافئ، يضيء مدينة نيوكاسل الإنجليزية، وبينما الجميع يعيش حياته بصورة طبيعية، بضحك وسرور، يظهر أنهم وصلوا إلى مرحلة الترف المادي والمعنوي. نادراً ما تجد فقيراً في هذه المدينة، فهم جميعاً يعرفون السبب وراء هذا التغيير المفاجئ لحالتهم، الذي شهد تحولاً كبيراً من الفقر المدقع إلى الغنى. لهذا تجدهم يشكرون ويمدحون ذلك العراب القديس، كما يلقبونه، بينما هم جالسون في المقهى أو في المطعم أو حتى وهم يسيرون في الطريق. كلهم ممتنون لذلك العراب القديس.

في مقهى في وسط نيوكاسل، يتجمع مجموعة من المواطنين يتحدثون عن العراب القديس.

سيليا :

فعلاً، ما كنا نتخيل أننا سنعيش هذا الرفاهية. كل شيء تغير بفضله.

موسى :

يا سيليا ، تذكري كيف كنا نخاف نخرج من بيوتنا بسبب تلك العصابات. الآن، المدينة أمان وكأنها جنة.

سارة:

نعم، هو لم ينقذنا فقط من الفقر، بل أعاد لنا كرامتنا وأماننا. كيف يمكننا أن ننسى خيره!

كريستينا:

العراب القديس هو من جعلنا نعيش هذه الحياة الكريمة. شكرًا له من أعماق قلوبنا.

جوليا:

العراب الحمد لله عليه. كل واحد منا عنده قصة كيف غير حياتنا. أنا شخصياً كنت أعمل بجهد ولم أجد قوت يومي، والآن، عندي عمل جيد وبيت جميل.

جاك:

وكل هذا بفضل العراب القديس، لا يمكننا ان ننسى كيف قضى على تلك العصابات اللي كانت تبتزنا وتخوفنا.

سارة:

صحيح يا جاك، هو اللي جمعنا ووحدنا ضد الظلم والفساد. كل يوم نعيشوه نعتبره نعمة بفضل الله ثم بفضله.

لحسن الحظ، لم ينكر شعب نيوكاسل فضله، بل تذكروه كأنه يوم عيد ميلاده. للأسف، الحال هنا في البلاد العربية يختلف تمامًا، فأغلبهم ينكرون ما تفعله من أجلهم. ماذا تنتظر من أمة تجحد بنعمة الله؟ كيف لها أن تذكر خيرك؟ كلهم غرتهم الحياة وأصبحت بالنسبة لهم جنة المأوى حتى تتدخل المنية وتصدمهم صدمة لا تُنسى حتى يأتي يوم حسابهم. حينها لا ينفع الندم. أعلم ماذا تقولون عني، في هذه اللحظة: هل أنت تكتب الروايات أم أنك داعية إسلامية؟ لا تخف يا عزيزي القارئ، أنا لست مجرد كاتب عادي. يمكنني أن أتلاعب بك كأنك فرشاة رسم. لذا ركز على كل شيء أقوله وتذكره، لأن في أي لحظة يمكنني أن أفاجئك وأسبب لك جلطة فكرية تقتل منطقك وتشِلّ فكرك.

أحببتك لكنك أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن