عودة العراب المقدس

2 1 0
                                    

بعد مرور شهر على محاولة اغتيال ميدو وخيانة إيثان، هدأت الأجواء في مدينة نيوكاسل وكأنها تستعد لحدثٍ كبير. هيبة ميدو لا تزال تسيطر على الأحياء، وكأن حضوره يتجسد في كل زاوية، رغم غيابه. عصابته، التي عرف عنها ولاؤها الشديد، تمتنع عن الانتقام له أو التدخل، في التزامٍ غريب بأوامره التي لم يفهم أحد سببها. 

لماذا أمرهم بعدم التحرك؟ لا أحد يعلم، لكن الجميع يشعر بأن وراء هذا الصمت شيئًا غامضًا يُنذر بتطورات قادمة.

  شقة سارة

في شقتها الواقعة في الطابق الخامس، تجلس سارة وحيدة، تتوسط غرفة معيشة تجمع بين البساطة والدفء، بأثاث بألوان ترابية هادئة. تتكئ على أريكة رمادية يزيّنها عدد من الوسائد الملونة، ما يضفي لمسةً من الحيوية وسط الأجواء الساكنة. 

إلى جانب الأريكة، مصباح طويل ينبعث منه ضوء ناعم، يزيد من سكون المكان. التلفاز أمامها يعرض برنامجاً، لكنها بالكاد تنتبه إليه، منشغلة بتفكيرها، ترفع فنجان الشاي وتحتسيه ببطء، كأنها تبحث في طعمه عن عزاءٍ لوحدتها.

سارة (تهمس لنفسها بحنين)

"ترى أين أنت الآن يا ميدو؟ اختفيت فجأةً وكأنك لم تكن، حين كان الجميع في أمس الحاجة إليك. لم أكن أتصور أن تختار الصمت... لماذا آثرت السكون؟ كان بإمكانك الانتقام، والجميع على أتم استعداد للتضحية، لكنك فضلت الاختفاء. لعلّ لديك خطة، لعلّك ترى ما لا أراه... لكن مهما كان، أتمنى أن تعود، فقد اشتقت إليك."

فجأة، تسقط دموع الحزن والاشتياق من عيني سارة، ثم تشرع في بكاءٍ خافت للحظات، قبل أن يُقطع سكون شقتها صوت الجرس يرن عند بابها 

تنهض مسرعة، تمسح دموعها سريعاً، وتتجه نحو الباب بخطواتٍ متعجلة، قائلةً بصوتٍ مرتجف يمتلئ بالحزن:

 "قادمة... انتظر لحظة واحدة!"

تفتح سارة الباب لتجد أمامها رجلًا ملثمًا، يحمل نظرة متوحشة، يمسك بها فورًا ويضع يده حول عنقها محاولًا خنقها، بينما يصوب مسدسًا نحوها بلا تردد. سارة تختنق، تكاد تئن، لكنه يسحبها بعنف من شعرها ويجرها نحو غرفة المعيشة.

الرجل الملثم  (بصوتٍ خشن):

أين هو ميدو؟ أخبريني، قبل أن أفقد صبري!

سارة  (بشجاعة وهي تتنفس بصعوبة):

ميدو؟ أنت أضعف من أن تعرف مكانه، وأجبن من أن تصل إليه... لا أحد يستطيع إيذاء ميدو، حتى لو جئت بعصابة بأكملها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 31 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحببتك لكنك أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن