يا عازف الكمان :Part01

307 10 24
                                    

🎻************🍯

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🎻************🍯

وسَط بَهو واسِع للغَاية و في الدُجى اسفلَ سمَاء الليل المُنعكِسة على السقف الزُجاجي حيثُ القَمر هِلالاً و النجُوم مِدراراً تنتَثر في السماء و تبعث وهجاً خافتاً أخّاذاً، صَوتاً لِألحَان خلاّبة ايقظَت شياطينَ الليل الضَلالة.

إنسكبتْ قطرات من العَرق على رقبَته و إنهمرت كحُبيبات ندى على آلة الكمَان التي يضَعها اسفلَ ذِقنه على كَتِفه و يُغمِض عيناه مُندمِجاً بتحرِيكَ عصَاه على الحَاناً حانِيةً فتّانة.

يتحَرك جَسده مع الحَانه كما لو كَان يُراقص اضلالَ الشيَاطيِن بِرداءة و فيمَا قطرّات المَطر المُتساقطة اضَافت لهُ عَزفاً طبيِعياً مهداراً زادت نُشوّته بزيادة جُنونَ الحَانه حتى قاطّعته اخيراً خُطوَات بدأ يترَدد صدَاها فأوقف عصاه على الفّور عن اوتاره.

-"قلتُ ان لا تُقاطِعني يا إندريا"

وضَع كمَانه بحَذر على الطَاولة و التقط المَنشفة التي كانت متواجدة جانِباً ليبدأ بمسح قطرات العَرق التي إنهمرت كما إنهمار المَطر، صدرَه كان يرتفع و يهبط و هو يسحب من الهواء قدراً ليعوّض عن ما فقده اثناء عزفه بنشوة جعلته يشعر كما لو انه قطّع اميال من الركض.

إنحنى إندريا اثناء وقوفَه امامه و مدَ يده بِظرف كانَ عاجِي اللون بِختماً اُرجوانِياً انيق النّقش والطَبعة ،رائِحة التوت تغلغلت الى انفه و حملقَ بحاجِبي مرفوعان قبل ان يأخذه منه بإصبعين فقط كما لو كانَ مُتقززاً من لمس الظَرف حتى.

-"رِسالةً وصلت من مَبعوث قال انها خصيصاً لأجلك يا سيد غيلبرت" قالّ إندريا و الآخر اشارَ له بالإبتعاد لينحني و يأخذ خطوَاته خارجاً من الصالة الرُخامية الضَخمة.

مزَق غيلبرت الظَرف و اخرَج تِلك الوَرقة السَوداء التي كانت تبدو داكِنة و رسمية عكس الظَرف الذي بدا انيقاً و مُبهجاً ،فتَح الرِسالة فنظر الى الخَط الأنيق الذي كانَ منقوشاً بِعناية فأخذَ الأمر عدَة ثواني مِنهُ حتى إرتفعتْ ضحكَاته في ارجاء المَكان.

رعشة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن