حورية و قرصان

190 12 15
                                    

من أي فردوس أتت عيناكِ
وبأي كوثرَ يرتوي جفناكِ

هل كنتِ خلقا من محاسن أمةٍ
أم ككُنت حُسِنًا مَا لَهُ أَشَبَاهُ

مُذْ لاح طيفك لم أبح بمقولةٍ
إلا مقولة جل من سواكِ!





جزيرة سانتوريني

جوهرة بحر إيجه


السماء تنقلب إلى لوحة فنية ملونة بألوان البرتقالي والأحمر والأرجواني، فيما تتسلل أشعة الشمس الأخيرة عبر الأفق، عاكسةً ظلالها الذهبية على مياه البحر الهادئة. المنازل البيضاء المبنية على منحدرات الجبال تتلألأ بنعومة تحت أشعة الشمس المائلة، في حين تتراص القباب الزرقاء والمآذن الرقيقة كأنها قطع من الأحلام.

الهواء يحمل معه نسمات البحر العليلة، ممزوجة برائحة الأزهار البرية المنتشرة في أرجاء الجزيرة. في الأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة، تتجول السياح والسكان المحليون بين المحلات الصغيرة والمقاهي التقليدية، يستمتعون بالأجواء الساحرة والموسيقى اليونانية الخفيفة.

في هذا المكان، يمتزج الجمال الطبيعي بالعمارة الفريدة، ليخلق شعوراً بالسلام والسكينة، كأن الزمن قد توقف ليتيح للزوار فرصة الاستمتاع بجمال الحياة بكل تفاصيلها.

كان يجلس على كرسي الشاطئ تحت المظلة، اشعة الشمس كانت تنعكس على  صدره العاري، يضع نظارات شمسية يخفي بها عينيه، شعره الاسود الناعم مبعثر بطريقة فضوية ولكن رغم ذلك كانت جذابة، يرتدي "شورت" بلون أسود، عصير الاناناس مع شرائح الافكادوا كان على الطاولة يمينه، ينظر لأمواج البحر الساحرة ترتطم مع الرمال البيضاء، يجلس في مكان بعيد نسبياً عن الجميع، يراقب الاطفال والنساء والرجال يسمتعون بالسباحه واللعب و الجلوس والاستمتاع بأشعة الشمس على الرمال.

ما ان تمر بقربه فتاة حتى تنظر له بإعجاب وتغير في طريقة سيرها كما لو كانت عارضة ازياء لجذب إنتباهه، لكنه يتجاهلهن فقط، ويستمتع بصوت موسيقى شوبان التي تنبعث من هاتفه، يحب اللحظات التي يستمتع فيها بعيداً عن فوضى عالمه.

يحب ان يعزل نفسه احيانا لكن العزلة عنده ليس بالابتعاد عن البشر بل لا بأس معه في الجلوس في مكان عام ولكن لا يدع احد يقترب من مساحته.

يقف اثنين من رجاله خلفه يمنعون اي احد من الاقتراب من مساحته، و بالطبع فوق الابنية البيضاء الجميلة خلفه هناك قناصون مختبئين، يتأكدون من أن لا خطر حوله.

شعر بخطوات تتقدم خلفه ثم بشخص يقف قربه، شخص احتل مساحته الشخصية وسمح له رجاله بذلك لا يمكن ان يكون غير ماثياس مساعده الشخصي وصديقه الوحيد.

اعتدل آريس في جلسته يرتشف القليل من عصيره المثلج، خلع نظارته ذات العدسات البنية يضعها على الطاولة ثم رفع عينيه السوداء ليقابل أعين الاخر العسلية، يقف وهو يضع يديه في جيوبه يرتدي بنطال رمادي وقميص أبيض ازراره الاولى مفتوحه يتحرك قميصه بسبب الهواء وشعره البني الطويل مربوط للخلف ولكن الهواء بعثره قليلا لتكون هناك بعض الخصلات على وجهه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ظلال قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن