Part 4

56 1 0
                                    

كان طوال هذا الشهر يحاول ان يجد فرصة يختلي بها بزوجته حتى يراضيها ويخرج نفسه من دوامة العذاب التي أُلقيَ بها منذ أن تركته كلوي، وقد كان سفر عائلته أفضل فرصة تصب في مصلحته لينفرد بأميرته ولكن جده أثقل كاهله بلعنة تدشين هذا المزاد.. ولكن كيف له ان يترك كلوي وحدها فهو يعلم أنها تخاف البقاء وحيدة.. وكيف له أيضا أن يسطحبها معه، هذا من سابع المستحيلات فهو لن يرضى أن يرى شخص ما زوجته وأن يتحدث معها.. أكبر كوابيسه هي تلك الإبتسامة التي توزعها على الجميع دون علم بما تتسبب فيه من ألم لفؤاده الغيور. تنهد بخنق فهو لايدري ماذا سيفعل. وفجأة رن هاتفه وكان المتصل جده:
_«حفيدي الشهم أكيد أنك سمعت بالمزاد الذي سيفتتح الليلة.. يجب ان تحضره وتري العالم كن يكون زعيمه.»
_«جدي لا أستطيع الحضور.»
_«ولما؟»
إلتفت نحو كلوي التي تغط في نوم عميق ثم ابتسم بخفة وقال
_«لدي شيء أهم من ذلك... مدللتي تحتاج أن أعتني بها.»
_«ااااخ يا رأسي يالا العار هل أنت غبي أم ماذا؟ ألا تعلم أن هذا المزاد مهم جدا لقد انتظرته طويلا حتى يرى الجميع حفيدي الذي ورث مني منصبي ومكانتي. يارجل يجب أن تكون صلبا تذكر أنت زعيم ولديك الكثير من المسؤوليات لا تترك تلك الفأرة تسيطر على دماغك.» صاح الجد بٱنفعال
_« آسف جدي لقد سيطرت على دماغي وانتهى الأمر..» قال جون بهيام ثم أكمل
_«ولكن أنت أكثر من يعلم بما تفعله بي هذه الفأرة..»
_«لا اريد أعذارا عد إلى رشدك أيها الغبي... أكثر شيء ندمت عليه هو أنني زوجتك هذه الفتاة... ستحضر الحفل و المزاد يعني ستحضر.» أكمل الجد ثم اغلق الهاتف
شعر جون بأنه سينفجر غضبا من تصرف جده المستفز، و الآن هو لا يستطيع سوى أن يحضر لعنة المزاد رغما عنه. وعندما وصل أوقف سيارته و التفت نحو كلوي فوجدها نائمة إلى الآن، لم يرد إيقاظ ملاكه النائم فٱستغل الفرصة وحملها بهوس بين ذراعيه وأخذ يستنشق عبيرها الذي حرم منه بعمق سار بها نحو غرفتهما ووضعها برفق فوق السرير ثم أستلقى بجانبها يحضنها بكل ما أوتي من قوة وكأنه يريد دفنها في صدره وحمايتها من قذارة العالم. وفجأة ابتسم بخبث وهو يناظر شفتيها الوردية و الرطبة ومن دون سابق إنذار بدأ يلتهمهما بهوس ويقبلهما بجنون يروي نفسه من رحيقها الذي حلم به منذ طفولته شعر أن جسمه اصبح حارا وأنه أصبح يتحول إلى وحش يريدها بشدة.. لم يستطع إيقاف نفسه رغم رغبته بذلك فهو يحلم بهذه اللحظة منذ زمن. ولكن سرعان ما قطع نعيمه استيقاظ كلوي بسبب ألم شفتيها
_«استيقظت حلوتي هممم؟»  همس جون لاهثا وكل جسده يتصبب عرقا
_«ماذا تفعل؟ لماذا أنا هنا؟»
_«هشش أميرتي لا تفسدي سعادتي.. أنت في مكانك الأصلي بين أحضاني.» أكمل ثم شد العناق عليها بقوة
_«هل تريدين الهرب مني قطتي؟ لن اسمح بذلك أبدا مفهوم؟»
ثم دفن رأسه في عنقها يقبله بهدوء وأما بالنسبة لكلوي فهي تحاول الخروج من بين يديه لكن لاجدوى فقوته لا تمزح في مثل هذه المواقف. وفجأة شعرت بماء ساخن في رقبتها تليه شهقات خفيفة لتسمعه يقول
_«إغفري لي أرجوكِ...» ثم انفجر باكيا داخل عنقها فهو لا يريد منها أن ترى دموعه ليكمل
_«خذي جسدي كله لكِ اضربيني أينما شئتي هاهو وجهي اصفعيني قدرما تشائين لكن ارجوكِ سامحيني.»   
لم تدرِ كلوي ما الذي يجب عليها فعله فكرامتها لا تسمح لها بأن تسامح من تجرأ على ضربها ظلما.. ولكن قلبها رق لحال وحشها الذي يرتجف بين يديها كعصفور صغير، لقد طلب منها أن تسامحه وتراجاها بكل الطرق، لقد ذاق من العذاب ما يكفيه.. والآن هاهو يعتذر لها بشدة مترجيا إياها أن ترحمه وتعيده إلى نعيمها، ليس لها سوى أن تقبل لأنها تعلم أنّ لطفه هذا ورجاءه لن يدوما إذا وصل إلى ذروة غضبه.. ولكنها أيضا لا تعلم أنه مهما اشتد به الغضب فلن يتجرأ على إيذاء مدللته الصغيرة وإجبارها على شيء لا تريده.. وبعد سلسلة من الأفكار لاحظت أن زوجها قد هدأ لتتفحصه فتجده نائما بعمق مثل طفل صغير.. إنه يذوق طعم النوم بعد شهر من الحرمان، فهو لا يستطيع النوم إلى في حضنها هو وحش سادي مجنون أمام الجميع لكنه أمامها يكون مجرد جروٍ صغير يريد رضاءها و حبها.
بادلته عناقه القوي بلطف وأخذت تمسد على رأسه بهدوء و تخلل أصابعها في شعره، لم باليد حيلة غير الرضاء بالأمر الواقع، غير أن هذا لا يعني انها سامحته تماما... كسر هدوء الغرفة قوله بنعاس:
_«ااااااه كم اشتقت اليكِ وإلى لمساتك الرقيقة... هل سامحتني طفلتي أخيرا.»
لترد عليه بتوتر مخفي:
_«ألم تنم؟... من قال أنني سامحتك ربما عطفت عليك فحسب.»
_«لا مشكلة كل شيء منك عسل في عسل. عطفكِ وحده يعوضني عن كل العالم.»
صمت لبرهة ثم حملها و أجلسها على بطنه بيمنا بقي مستلقيا وقال خفوت متأملا جمالها بينما يلعب بخصلات شعرها الطويل:
_«حبيبي... أظن أنني سأضطر وأكسر قوانيني وآخذكِ معي للعنة المزاد.»
لم تصدق كلوي نفسها أنها ستخرج من هذا القصر وتذهب لترى لأول مرة في حياتها مزادا بل وستختلط مع الناس وتتحدث معهم و تستمتع بحايتها. صرخت بفرح واحتضنت جون قائلة:
_«جوني... أشكرك لقد سامحتك تماما.»
ابتسم ذلك الوحش وقال معانقا زوجته برخاء
_«الرحمة من جوني هذه لقد أذابت كل جسدي.. لكن عزيزتي سأضطر لأن أفسد فرحتكِ لأنك لن تفارقي حضني ابدا ولن تتحدثي مع أحد غيري كما أنني سأخبئكِ عن جميع الأنظار نحضر لمدة نصف ساعة ثم نرجع. مفهوم؟»
أغرورقت عينا كلوي لكنها قالت متصنعة الفرح
«حسنا لا مشكلة المهم انني سأخرج من هذا القفص»
_«قفص؟ كيف تسمين المكام الذي نجتمع فيه و نختلي فيه ببعضنا قفص؟»
_«حسنا آسفة متى سنذهب؟»
_«لا تعتذري حلوتي لننم قليلا ثم نذهب.»
__________________________________
نهاية البارت 4

•• أَنٓـعـيمِـي أنتِ أَمْ عِـقَابِـي•• Où les histoires vivent. Découvrez maintenant