لكن خشينا عليك وقفة الخجل

8 0 0
                                    

قصة

وما طردناك من بخل ومن قللٍ
لكن خشينا عليك وقفة الخجل

.
.
.
لهذه الأبيات قصة من اجمل القصص
.
.
.
كان فيما مضى شاب ثري ثراءً عظيماً
وكان والده يعمل بتجارة الجواهر و الياقوت

وكان الشاب يؤثر أصدقاءه أيّما إيثار وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له

ودارت الايام دورتها، ومات والد الشاب، وافتقرت العائلة فبدأ الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي فعلم أن أعز صديق له

كان يكرمه ويؤثر عليه، وأكثرهم مودةً وقرباً منه
قد أثرى ثراء لا يوصف وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال

فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم

فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة

فذهب الخدم فأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر

فلم يرض بلقائه، وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد

فخرج الرجل والدهشة تأخد منه مأخدها
وهو يتألم على الصداقة

وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض

ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيداً، وقريباً من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء

فقال لهم ما أمر القوم ؟
قالوا له : نبحثعن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده

فقال لهم إنه أبي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير، وقالوا له إن أباك كان يتاجر بالجواهر

وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة فاخرجوا كيسا كبيراً قد ملئ مرجانا فدفعوه إليه ورحلوا

والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع
ولكن تساءل إين اليوم من يشتري المرجان

فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء والناس في بلدته
ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة

مضى في طريقه وصادف امرأة كبيرة في السن
عليها آثار النعمة والخير

فقالت له يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم
فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث

فقالت :أريد أحجارا كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها
فسألها :إن كان يعجبها المرجان

فقالت له :نعم المطلب، فأخرج بضع قطع من الكيس
فاندهشت المرأة لما رأت فأشترت منه قطعا

ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد
وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر

وعادت تجارته تنشط بشكل كبير، فتذكر بعد حين
ذلك الصديق الذي ما أدى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر

جاء فيهما

صحبتُ قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل

كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين أفلستُ عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب على ضهر الورقة ثلاث أبيات وبعث بها إليه جاء فيها

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا إلا من الحيل

أما من ابتاعت المرجان والدتي
وأنت أنت أخي بل منتهى أملي

وما طردناك من بخل ومن قللٍ
ولكن خشينا عليك وقفة الخجل
.
.
.

طرائف العرب و نوادرهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن