كلُّ شيئٍ قاتلٌ حين تلقى أجلك - أم عامر و الأعرابي

11 1 0
                                    

.
.
.
خرج أعرابيُّ هارباً من الطاعون فبينما هو سائر إذ لدغته أفعى فمات فقال أبوه يرثيه

طاف يبغي نجوةْ من هلاكٍ فهلك
والمنايا رُصَّدٌ للفتى حيثُ سلك

ليت شعري يافتى أيُّ شيئٍ قتلك
كلُّ شيئٍ قاتلٌ حين تلقى أجلك
.
.
.
أم عامر و الأعرابي

ويُحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد
فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها

وكان العرب يطلقون عليها أم عامر، وكان يومها الجو شديد الحر فالتجأت الضبع إلى بيت رجل أعرابي

فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة إياه، فخرج شاهراً سيفه، وسأل القوم:ما بالكم ؟

فقالوا:طريدتنا ونريدها، فقال الأعرابي الشهم الذي رقّ قلبه على الحيوان المفترس:إنها قد أصبحت في جواري

ولن تصلوا لها ما دام هذا السيف بيدي، فانصرف القوم ونظر الأعرابي ألي أم عامر فوجدها جائعة، فحلب شاته

وقدّم لها الحليب، فشربت حتى ارتدّت لها العافية
وأصبحت في وافر الصحة

وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحاً بما فعل للضبع من إحسان لكن أم عامر بفطرتها المفترسة نظرت إليه وهو نائم

ثم انقضت عليه، وبقرت بطنه وشربت من دمه وبعدها تركته و سارت

وفي الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه
وجده مقتولاً، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع

التي كان يحسن إليها
فاقتفى أثرها و ضل يبحث عنها حتى وجدها، فرماها بسهم فأرداها قتيلة

وقد أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلاً
:يردده الناس حتى وقتنا هذا

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله
يلاقي الذي لاقى مجيرُ أمِّ عامر

أدام لها حين استجارت بقربهِ
طعاماً و ألبان اللقاح الدرائر

وسمَّنها حتى إذا ما تكاملتْ
فرَتْهُ بأنيابٍ لها وأظافر

فقلْ لذوي المعروفِ هذا جزاء منْ
بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكر
.
.
.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

طرائف العرب و نوادرهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن