الفصل الرابع
بينما كانوا يتصفحون الكتب والنصوص في الغرفة الطقوسية، بدأت الظلال تتحرك بشكل مريب حولهم. كانت الظلال تبدو وكأنها تتشكل إلى أشكال بشرية، تقترب ببطء منهم. شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده، وبدأت ليلى تشعر بالخوف يزداد داخلها.
"سامي، هناك شيء غير طبيعي يحدث هنا. يجب أن نكون حذرين." قالت ليلى بصوت منخفض وهي تراقب الظلال بحذر.
"أعلم، يجب أن نتحرك بحذر. لا نعلم ما الذي يمكن أن يظهر لنا." أجاب سامي وهو ينظر حوله بتوتر.
بينما كانوا يتقدمون نحو المذبح، بدأت الظلال تتجسد أكثر وأكثر، حتى ظهرت أمامهم شخصية غامضة، كانت تبدو وكأنها إنسان لكن بملامح مشوهة وعيون تلمع بالشر.
"من أنت؟" سأل سامي بصوت مرتجف، محاولاً إخفاء خوفه.
"أنا القرين، الظل الذي يعيش في العالم الآخر. لقد تم استدعائي هنا بواسطة الطقوس التي أجراها الطبيب." أجابت الشخصية بصوت غامض ومخيف.
شعر سامي بالدهشة والخوف. كان يعلم أن القرين هو ظل الإنسان في العالم الآخر، لكن لم يكن يتوقع أن يواجهه بشكل مباشر.
"ماذا تريد منا؟" سأل سامي بحذر.
"أريد الانتقام. لقد تم حبسي هنا لسنوات طويلة، وأريد الخروج إلى العالم الحقيقي." أجاب القرين بصوت يحمل غضبًا دفينًا.
"لكن كيف يمكننا مساعدتك؟ نحن لا نعرف شيئًا عن الطقوس التي تم استخدامها." قالت ليلى وهي تحاول فهم الوضع.
"هناك طقوس معاكسة يمكنها تحريرني، لكن يجب أن تتم بدقة. إذا أخطأتم، فإنكم ستفتحون بوابة لعالم الجن، وستكون العواقب كارثية." أجاب القرين بجدية، وهو ينظر إليهما بعينين تخفيان الكثير من الأسرار.شعر سامي بثقل المسؤولية على كتفيه. "إذا أردنا مساعدتك، علينا أن نفهم هذه الطقوس بالكامل. أين يمكننا العثور على التعليمات؟"أشار القرين إلى كتاب قديم على الرف، كان مغلفًا بغلاف جلدي متآكل. "هذا الكتاب يحتوي على الطقوس المعاكسة. لكن حذارِ، فالخطأ البسيط يمكن أن يؤدي إلى كوارث."أخذت ليلى الكتاب بحذر، وبدأت تقلب الصفحات ببطء. كانت النصوص مكتوبة بلغة عربية قديمة، وكانت الرسوم توضح خطوات معقدة للطقوس. شعرت ليلى برهبة تتسلل إلى قلبها، لكنها عرفت أنه لا مفر من المحاولة."سامي، علينا أن نكون مستعدين. هذه الطقوس تتطلب تركيزًا ودقة فائقة." قالت ليلى وهي تنظر إليه بعينين جادتين."أنا مستعد. فلنبدأ." أجاب سامي بحزم.بدأوا في تحضير المذبح، واستخدموا المواد الموجودة في الغرفة. أشعلوا الشموع ووضعوا الرموز الصحيحة على الأرض. كانت الأجواء مشحونة بالطاقة الغامضة، وكان كل خطأ يمكن أن يكون كارثيًا.بينما كانت ليلى تقرأ النصوص وتردد الكلمات القديمة، كان سامي يراقب الظلال بحذر. شعر بأن القرين يراقبهم عن كثب، وكأن هناك اختبارًا يجب اجتيازه."يا قوى الظلام، يا أرواح العالم الآخر، نطلب منكم تحرير هذا القرين من سجنه الأبدي." تردد ليلى الكلمات ببطء، وتشعر بالطاقة تتدفق حولها.بدأت الظلال تتحرك بشكل مكثف، وكانت الأصوات الغامضة تزداد قوة. شعر سامي بضغط كبير على صدره، لكنه استمر في التركيز."تابع، ليلى. نحن قريبون." قال سامي وهو يحاول الحفاظ على هدوئه.استمرت ليلى في ترديد الطقوس، وكانت الطاقة تتصاعد بشكل مخيف. بدأت الأرض تهتز، والهواء يصبح ثقيلًا."يا قوى الظلام، ارفعوا هذه اللعنة، حرروا القرين." تردد ليلى الكلمات الأخيرة، وشعرت باندفاع هائل من الطاقة.فجأة، توقفت الهزات، وبدأت الظلال تتلاشى ببطء. ظهرت شخصية القرين بوضوح أمامهم، وكانت تبدو أكثر إنسانية الآن."لقد نجحتم. أنا حر الآن." قال القرين بصوت هادئ، وشعر سامي وليلى بالراحة تعود إليهما."ماذا سيحدث الآن؟" سأل سامي بحذر."سأعود إلى عالمي، وسأضمن أن لا يعود هذا المكان مرة أخرى مصدراً للشر. لكن تذكروا، هناك الكثير من الأسرار في هذا العالم، ويجب أن تكونوا دائمًا حذرين." قال القرين وهو يتلاشى ببطء في الهواء.شعر سامي وليلى بالارتياح، لكنهما علما أن هذه التجربة غيرت حياتهما إلى الأبد. خرجوا من المستشفى، وهم يشعرون بأنهم أقوى وأكثر معرفة بالعالم الخفي.
أنت تقرأ
ضل القرين
Horror"ظل القرين" هي قصة رعب تدور حول سامي، طالب جامعي يدرس علم النفس، وليلى، طالبة غامضة تعرف الكثير عن العالم الخفي. يجتمعان في رحلة لكشف أسرار مستشفى مهجور كان مركزًا لأبحاث غامضة تتعلق بالجن والقرين. تتعمق القصة في الأساطير والطقوس القديمة، حيث يواجها...