الفصل السادس
بعدما نجا سامي وليلى من المستشفى المهجور، عادا إلى حياتهما اليومية، لكنهما كانا يشعران أن الأمور لم تنته بعد. كانا يحملان شعورًا بأن الظلال لا تزال تلاحقهما، وأن هناك خطرًا يقترب منهما. في أحد الأيام، بينما كانا يتحدثان عن تجربتهما، قررا العودة إلى المستشفى لجمع المزيد من المعلومات.
وصلوا إلى المستشفى المهجور مرة أخرى، وهم يشعرون بتوتر متزايد. الجو كان مظلمًا، والرياح تهب بقوة، مما أضفى على المكان جوًا مرعبًا. دخلا المبنى بحذر، مستعدين لمواجهة أي شيء غير متوقع.
بينما كانوا يتجولون في الطوابق العليا، وجدوا غرفة كانت مغلقة في زيارتهم السابقة. قرروا فتحها واستكشاف ما بداخلها. داخل الغرفة، وجدوا مذبحًا مغطى بالرماد والأدوات الطقوسية القديمة. كان هناك كتاب قديم مفتوح على طقوس معقدة.
"هذا المكان يبدو وكأنه تم استخدامه في طقوس خطيرة. علينا أن نكون حذرين." قالت ليلى وهي تقلب الصفحات بحذر.
بينما كانت تقرأ النصوص، بدأت الظلال في الغرفة تتحرك بشكل غير طبيعي. كانت الأصوات تتزايد، وكأن هناك شيء يحاول التواصل معهم. فجأة، شعرت ليلى ببرودة شديدة تجتاح المكان، وبدأت الظلال تتجسد إلى أشكال غامضة.
"سامي، هناك شيء هنا. يجب أن نحذر." قالت ليلى بصوت مرتجف.
شعر سامي بالقلق، لكنه حاول الحفاظ على هدوئه. "علينا أن نكمل ما بدأناه. ربما هذه الطقوس يمكن أن تعطينا بعض الإجابات."
بدأت ليلى في ترديد الكلمات القديمة التي كانت مكتوبة في الكتاب. بينما كانت تفعل ذلك، بدأت الظلال تتحرك بشكل أكثر عدوانية. فجأة، ظهرت شخصية غامضة أمامهم، كانت تبدو وكأنها إنسان لكن بملامح مشوهة وعيون تلمع بالشر.
"من أنتم؟ ولماذا تحاولون التدخل في شؤوننا؟" قال الكائن بصوت غامض ومخيف.
"نحن هنا لفهم ما يحدث في هذا المكان. لا نريد التدخل، لكننا بحاجة إلى إجابات." أجاب سامي بصوت حازم.
ضحك الكائن بصوت عميق، وقال: "أنتم تلعبون بالنار. هذا العالم ليس لكم، وأي محاولة للتدخل قد تكون مكلفة."
بينما كان يتحدث، بدأت الغرفة تمتلئ بطاقات غامضة، وكانت الأجواء تصبح أكثر كثافة. شعرت ليلى بأن الهواء يصبح أثقل، وأن هناك قوة تحاول سحبها إلى عالم آخر.
"علينا أن نفعل شيئًا، سامي. هذا الكائن ليس مثل القرين، إنه أكثر قوة وخطورة." قالت ليلى وهي تشعر بالخوف يتزايد داخلها.
"يجب أن نستخدم الطقوس لطرده. إذا لم نفعل ذلك، قد لا نتمكن من الخروج من هنا." قال سامي وهو يحاول الحفاظ على رباطة جأشه.
بدأت ليلى في ترديد طقوس أخرى من الكتاب، كانت مخصصة لطرد الكائنات الشريرة. بينما كانت تردد الكلمات، بدأت الظلال تتحرك بسرعة، وكأنها تحاول منعها.
فجأة، بدأت الظلال تحيط بهما، وبدأت الأشياء تتحرك من حولهم. كانت الغرفة تبدو وكأنها تتحول إلى دوامة من الظلام والطاقة. بدأت الأرض تهتز، وشعروا بأنهم يسحبون نحو مركز الغرفة.
"سامي، أمسك بي. لا تدعهم يأخذوننا." صرخت ليلى وهي تشعر بأن قواها تخور.
أمسك سامي بيد ليلى بشدة، وحاول المقاومة. "استمر، ليلى. لا تستسلمي."
استمرت ليلى في ترديد الطقوس، وكانت الغرفة تمتلئ بأصوات صراخ وضحك شرير. كانت الظلال تتحرك بشكل جنوني، وكأنها تحاول الخروج من الغرفة.
فجأة، شعرا باندفاع قوي من الطاقة يحيط بهما. بدأت الظلال تتلاشى ببطء، والشخصية الغامضة اختفت كليًا. كان الأمر وكأن الطقوس قد نجحت في طرد الكائنات الشريرة.
جلسا على الأرض، منهكين وخائفين، لكنهما كانا يعلمون أن المعركة لم تنتهِ بعد. كانا قد فتحا بوابة لعالم مظلم، وكانت هناك قوى أكبر لم يتمكنوا من فهمها بعد.
"علينا أن نكون أكثر حذرًا في المستقبل. هذا المكان ليس مجرد خرافات." قال سامي وهو يحاول التقاط أنفاسه.
"نعم، لكننا على الأقل خرجنا من هنا بأمان. علينا أن نواصل بحثنا ونكون مستعدين لأي شيء." قالت ليلى وهي تنظر إلى الكتاب بحذر.
غادروا المستشفى، وهم يشعرون بأنهم فقط خدشوا سطح الأسرار المظلمة التي تختبئ في هذا المكان. كان لديهم الكثير من الأسئلة، لكنهم كانوا يعلمون أن الإجابات قد تكون أكثر رعبًا مما يتصورون.
أنت تقرأ
ضل القرين
Horror"ظل القرين" هي قصة رعب تدور حول سامي، طالب جامعي يدرس علم النفس، وليلى، طالبة غامضة تعرف الكثير عن العالم الخفي. يجتمعان في رحلة لكشف أسرار مستشفى مهجور كان مركزًا لأبحاث غامضة تتعلق بالجن والقرين. تتعمق القصة في الأساطير والطقوس القديمة، حيث يواجها...