وأتساءل دوماً إن كان الجميع مثلي، أرى في وجوه الكل حكاية وقصة وعبرة، في ملامح كل من أمر به أبدأ في سرد قصته انطلاقا من مَلْمَحِه
فأتخيل في وجه الأول البشوش، كلمات معسولة أمطرته بها زوجته قبل خروجه، وفي الثاني التعيس، صعوبة أن تكون رب عمل، تستيقظ في الليالي الحارة وكذا الباردة للبحث عن قوت للعيش
أما عن ذاك الحزين هناك، أُدرك مدى معانات من كان الشارع موطناً له، فأرسم حكاية وجهه التي تصرخ بالقهر والعذاب واليُتم والفقر
أما عن طفلة صغيرة تركض في الشارع حاملة قطعة كعك صغيرة، وتغني بسعادة، تخبرني حكاية وجهها، عن قُبلة حَظيت بها من أمها الحنون قبل أن تلوح لها مودعة إياها لتذهب للمدرسة
فترى حماسها للقاء رفاقها ومدرستها باديا بجلاء على مَلمحِها الطفولي
وفي الجانب الآخر من الشارع، تحمل حقيبتها بوجه متجهم وسماعات أذن، فأتنهد بمرارة بعد أن حكى لي وجهها عن ما عانته قبل قليل من شجار بين والديها مجدداً
وذاك المرتجف واقع على الأرض ينظر لسيده بخوف ورهبة، أخبَرني وجهه بمدى الرعب الذي يحمله قلبه الصغير من رب عمله بعد أن تأخر في إصلاح تلك السيارة الضخمة
فأتنهد بيأس أليس مكانه المدرسة وليس مرآب إصلاح السيارات، أمشي بين الطرقات ولكل طريق عابرون وسكان، ولكل عابر قصة وحكاية خلدتها وجوههم ببراعة
فما عادوا قادرين على إخفاء حَكايا وجوههم بالرغم من صمتهم على قسوة الحياة
تلك هي حقيقة حكايا وجوه!
يوكيو🖋✨🖇️
.
.
.
.
أنت تقرأ
شظايا أفكار..!!
Fanfictionحين يمتزج الأسود بالأبيض ... فيولد الرمادي البارد ... ذاك الكيان الذي اتخذته موطناً ... لا بل ملاذاً في أيام الصقيع اللاذعة ... هناك فقط ... تكون أفكاري في أوج حروبها وما هذا إلا رُكام إحدى حروب أفكاري الضّروس..!!
