سراب!

24 24 17
                                    

وفي ليالي ديسمبر الباردة حيث يهرب النوم من جديد بعيداً عني، فيرتحل ليحتضن الجميع تاركاً لي وحيدة

أُناظر سقف الغرفة المربعة بشرود فإذا به في جهة هِرّة وفي الأخرى مخلوق شادهافار وبالثالثة شيخاً عجوزاً لطالما أحببت سماع حكاياه الكثيرة، ولطالما أحببت أن أسرد له جزء لا يتجزء من معاناتي

فأراه على حاله مبتسما، تجاعيده تُغرقه فيبدو أكثر بشاشة، وعمامة فوق رأسه وليتني أدري من أين أحضرها

يغفو بين الحين والآخر، فتجدني انتقلت ببصري نحو الغزالة الصغيرة المحتضنة لرضيعها ووحيدها، وكم أعشق رؤية الحنان بعيونها بينما تُرضِعه، وكم أرغب في أكله وهو يتمرغ داخل أحضان والدته

فيبدو كـ قطعة سكر من اللطافة، لكن وقت قيلولتهما تحين، لذا أجدني أراقب ذاك المخلوق المَهيب

ذاك الشادهافار الذي يراقبني من بعيد، فنتبادل النظرات إلى أن تقترب قُزحيَّتاي من الإنفجار، لأهرب بأنظاري بعيداً، نحو تلك الطفلة الصغيرة التي تقفز حول حبل رقيق

فأبتسم وأمد يدي لإمساكها، وحين أجد نفسي لا أستطيع الوصول، هناك فقط أتذكر حقيقة الواقع المريرة

حينها فقط أُدرك أنه لا صحة لما أراه، فهي في النهاية مجرد سراب يتخيله عقلي، وتجسده عيوني من خلال أشكال هذا السقف الأبيض، ومن خلال شقوقه الرقيقة

هنا فقط أتذكر أنها لازالت نفس الغرفة المربعة، ولازلت نفس الفتاة وبنفس المكان

ولازال أولئك مجرد سراب!

يوكيو🖋✨🖇️

.
.
.

شظايا أفكار..!! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن