قالوا عنه!

31 26 14
                                    

حملتُ تلك الرسمة مجدداً، تلك التي احتوت على حبيب القلب

قالوا عنه أزرق كزرقة السماء، رماله ذهبية تنعكس أشعة الشمس عليها فتلمع بطريقة مُغرية، تجعلك رغما عنك تغوص في أعماقه

فتستشعر برودته على أوصالك، وتحس بلمسات مياهه تداعبك، فترخي بجسدك داخله سامحا له باحتضانك

قالوا عنه جميل وفاق الجمال جمالا في غفوته، حين تغرب الشمس الذهبية فتأخذه مضجعاً تختبئ بين أضلعه

فتُلوح لنا آخر مرة بأشعتها الآجورية مع ابتسامتها المُستحية قبل أن تختفي خلفه لتغُطَّ في سُباتٍ عميق

قالوا عنه أنه مخيف إذ غضب، تتلاطم أمواجه مع بعضها ليزمجر بغضب ويقذف بذخيرته في كل مكان بهيجان، فيتقلب بمكانه في اليوم ألف مرة

يهرب الجميع مبتعدا عنه ناجيا بحياته كي لا يحتضنه للأبد فيفتِك به، رياحه العاتية تصيح وتعوي، يرتفع ويهبط، يحتضن الكل داخله، ويصبح غيوراً يأبى السماح بخروجهم بعدها

ينسى الرفيق والحبيب، البعيد والقريب، يصير كالذئب دون قطيعه، أعاصير وبرق ورعد، نواح وعواء، هزيم وأمطار

كأنما السماء تبكي خوفاً من غضبه، ليهدأ في الفجر من يومه، وتبدأ أمواجه بالارتخاء، كارتخاء العروق المشدودة، فينزل للجلوس مجددًا على عرشه

ويتواضع سامحاً للبقية بالعودة للحياة من جديد داخل عرين مملكته، ويرتدي تاجه وما كان إلا تلك الشمس الذهبية، ليبتسم من جديد فـ تتلألأ مياهه العذبة بلآلئ فضية وذهبية

فيصير كنجم لامع هارب من الفضاء، يستقطب كل الأنظار، وتخفق له كل القلوب إعجابا وحبا

قالوا عنه أنه بئرٌ للأسرار، وقالوا أيضاً أنه أرض وديار، ذاك الذي يخلوا من كل أعشاب وأشجار، من يحتضن الأخيار والأشرار، ومن يدفن داخله آلاف الأنوار، ولا يستطيع أي مخلوق يغضبه منه الفرار،

ذاك هو البحر

ذاك الذي أتوق لأول لقاء يجمعني به..

ذاك الذي جعلت له ألف رسمة وألف رواية وخاطرة وإشعار

وجهزتُ له قاموساً من الأسرار!

يوكيو🖋✨🖇️

.
.
.
.
.
.
.

شظايا أفكار..!! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن