أبلق!

17 14 4
                                    

ماعدت قادرة على الإحساس أو الشعور، أتساءل فقط، هل هناك داعٍ لبقائنا هنا؟ أما حان وقت الرحيل

لم أعد أملك للحياة طعماً ولا حتى لوناً، باتت نظرتي للدنيا مغلفة بغشاء من الأبلق، رمادي فاقع البرودة

أرى كل شيء بنظرة واحدة، فما عدت قادرة على التفريق بين الحزن والسعادة، وماعادت تلك الأمور البسيطة التي كانت تفرحني يوماً، تُؤدي واجبها على أكمل وجهٍ الآن

وما عادت الحياة حلوة كسابق عهدها، فباتت أشبه بخانق خفي، بل أشبه بساحب الأرواح، يسحب منا مشاعرنا رويداً رويداً

ويفتك بأفكارنا كأنما يغزل قطعة ملابس من الصوف، فتجدنا صدقنا الكذبة، كيف لا وهو يستحق جائزة نوبل في التمثيل

باتت الحياة مجرد مسرحية كاذبة، تخرج منها آلاف الممثلين والمخرجين، وكُتب لها ملايين السيناريوهات والروايات

وغاص الإنسان عميقاً مؤمناً بما صنعته يداه لحد الجنون، اخترع كذبة متحركة خفية، وقد كانت خير الكذبة، لدرجة أنه بذاته وقع في مستنقعها

أليس الخلاص هو أفضل خيارٍ يُنهي ثورة الأبلق هذه ويبعد هذا الروتين قليلا، ولكن بذات الوقت

هذا الخلاص بات رعباً للبعض، خوفاً من النهاية المؤلمة

فإما خلود في النار
وإما خلود في النعيم

فأيهما تختار عزيزي القارئ، لربما يكون الخلاص غداً أو بعده، من يدري؟

المهم هو أن الأبلق سيختفي..

.
.
.

يوكيو 🖋 ✨

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 30, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شظايا أفكار..!! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن