الفصل الرابع و الأخير

84 22 10
                                    

في اليوم التالي وضعت الطاولة الصغيرة فوق فخذين أمها الممددة على السرير لتضع الطعام عليها حتى قالت الأم وهي تشير إلى مكان هاتفها:

_أعطيني هاتفي لأتصل على قريبي.

أستغربت نولينا من تصرف أمها فلأول مرة تذكر بأنها تريد الأتصال بقريب لها ، وما أن أنتهت من الأتصال الذي فهمت ماتريد منه قبل أن تسئل بفضول ، وضعت يدها على خد أمها بمزاح و مكر وهي تقول:

_منذ متى وأنتِ تتصلين بقريبك هذا.

_هذا ليس مهم مقارنة بالموضوع ، سنذهب أنا وانتِ إلى أستراليا من أجل دكتور معروف هناك ، قال لي أنه جيد و سأشفى من أول أسبوع.

أبعدت نولينا يدها عن خد أمها وهي مندهشة و سعيدة لأنهما سيسافران لكن للحظة أدركت بأنه من أجل صحة والدتها ولا يجب عليها التظاهر بالفرح بمجرد ذكر السفر.

_حسنًا أمي ، متى سنذهب؟

_اليوم.

ظهرت ملامح التعجب على نولينا لقرب موعد السفر حتى بدأت والدتها في دفعها حتى تقوم بتجهيز حقائب سفرهما.

كان الجميع مندهش لهذا السفر المفاجئ حتى بدأت الأعتراضات بسبب سوء الجو لكن أصرار الأم جعل الجميع ينصاع إليها.




كانتا تمسكان يدين بعضهما البعض حينما كانتا واقفتين أمام الطائرة التي تنقل من هولندا إلى أستراليا.

دخلت الأم إلى الطائرة أولاً ثم نولينا ثم يجلسا بجانب بعضهما ، كان الجو دافئًا داخل الطائرة إلى أن حلقت الطائرة مودعة هولندا قالت الأم وهي تحتضن كف أبنتها بكفها مع أبتسامة وعينين تتأملان وجه أبنتها:

_أرجو لك سفرة سعيدة.

_أنها سفرة لأجلك أمي ، من أجل صحتك.

قالت بينما تتأمل هي الأخرى عينين أمها ، أحست بدفئ عينيها نحوها فجأة حتى قالت:

_كلا، صحتي جيدة ، كنت أكذب عليكم فقط لكن القصد كان من أجلك حتى تنسي حبيبك.

تغيرت ملامح نولينا إلى صدمة حتى أنها بقيت ساكتة تنتظر من أمها أن تقول كنت امزح معك ، لكنها بدت جادة و صامتة حتى أجابت نولينا بعدم تصديق:

_صحتك جيدة ؟ هذا يعني أنك لا تتألمين من ظهرك ولكن هل كنت تمثلين؟

_أخرسِ يا فتاة ، أنها من أجلك ثم أن هذا ليس مهم و شاكرة لأعتنائكم بي.

_أمي ، ماذا عن السفر الآن ، هل ننزل من الطائرة أم انها مقلب.

_كلا ، نحن ذاهبين إلى أستراليا من أجل قضاء وقت ممتع معًا.

عدلت نولينا من جلوسها دون أن ترد على كلام أمها المفاجئ والذي جعلها في ذهول ، لا بأس في سفرهما إلى أستراليا.



last moments of loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن