last moments of love

الفصل الثالث

حل الصباح و أزهرت الورود و تدفقت ينابيع المياه و صوت الطيور تتناغم مع الهواء الطلق ، هكذا حدث صباح يوم الخطوبة.

حيث التحضيرات و الأكلات التي تُعد ليتم وضعها على مائدة دائرية كبيرة مع أضواء بألوان مختلفة لا تليق بالمناسبة لكن أصرار أحدهم على وضعها جعل الجميع يستسلم لأعتقاده بأنها ستزيد الفرح للمناسبة السعيدة.

لكن أميرة الخطوبة كانت عكس ذلك ، تجلس أمام المرآة ليوضع على وجهها مساحيق التجميل بفستانها الوردي اللماع أما وجهها فكان منزعجًا و محبطًا.

لكن ما أن رأت والدتها تتجه نحوها بفستانها الأزرق الداكن و كأنها هي أميرة هذه الليلة ، أبتسمت بسعادة لتضع يدها فوق يد أمها التي ضغطت على كتفها لتقول:

_أنا سعيدة يا أمي لأجلك.

_وأنا أيضًا سعيدة لأنك ستعيشي كأميرة في قصر مَلكي مع رجل قبيح كأمه لكن النقود ستجعله وسيم بنظرك عزيزتي.

أخذت تختفي أبتسامة نولينا تدريجيًا لتدرك بأن فوق تضحيتها هذه ستنخطب من رجل قبيح الوجه ، زفرت لعل تلك الطاقة السلبية تخرج من صدرها.

بدأت دقائق وصول الأمير ، وكانت دقات قلبها تعلو كلما أقترب إلى أن أصبح أمامها ، بطوله الذي يزيد عن طولها بثلاث سانتيمات تقريبًا كما خمنت ، ببشرة مائلة للأسمرار.

لكن البشرة ليست مشكلة مقارنة لتلك الملامح غير المريحة مع أشارات تدل على عدم وجود ذوق في أرتداء الملابس عكس أمه التي تبتهج مع أطلالتها المشعة و مجوهراتها الغالية.

بدأت مراسيم الخطوبة و ألبس بعضهما البعض الخواتم حتى أخذت تعلو اصوات التصفيق و وجوهمم ستنشق في أي لحظة لأبتسامتهم العريضة ، كما لو كان زفاف.

نظرت إلى خاتم أصبعها ثم إلى خطيبها الذي يتكلم مع أقاربه وهو يخطف نظرات نحوها مع أبتسامة لا تفارقه.

أتجهت نحو النافذة الكبيرة لترى القمر بعدما أخذ الضيوف ينشغلون بالأكل و بعضهم يتسائل عن متى موعد الزفاف.

ما أن شاهدت القمر وحيد و غيمة سوداء صغيرة تتجه نحوه رغم صفاء السماء قالت:

_ربي ، لماذا جعلتني أفعل ذلك بنفسي؟.

أنتهى الحفل و ذهب جميع الضيوف حتى وقفت آخر عائلة تودع بمحبة أكبر من غيرها ، بينما كان يقف الجميع تقدم لتقبيل خد خطيبته أمام أنظار عائلتهما ، أما نولينا فقد أحمرت وجنتيها لتصرفه هذا حتى ذهبوا بسيارتهم الحديثة.

وقفت ألأم أمام أبنتها و ملامح الراحة بادية على وجهها ، تتأمل وجه صغيرتها ثم تقول:

_أتمنى بأن تنامي سعيدة هذه الليلة فهي ليست كباقي الليالي.