الفَـصـلُ الأول| أول الرّحـلـة

43 7 0
                                    

وهل المُعتقل في كلامه مُصدَّق؟ أم كل من شُيِّعت له التهم باطل الكلام غـيرُ مُصـدّق.




______•°

السويد|آخر الأسفار.

" إلى الركاب المتوجهين نحو الأراضي المغربية، المرجوا التوجه إلى البوابة الشمالية رقم خمسة للالتحاق بأماكنكم، المطار الدولي للسويد يتمنى لكم رحلة سالمة."

نهض من مقعده يحمل على إحدى كتفيه حقيبته بعد أن استمع للنداء المتكرر باللغات العالمية الثلاث يعلن وصول وقت اقلاع طائرته العائدة بقلب مضجر في دماء الحنين، السويد مقر ولادته، والمغرب حيث جذور نفسه.

نفس المطار، ذات ممر السعادة_الممر المأدي للطائرة_ بعد عقد وحولين عجاف منها ومن حضورها،، المرر هذا كان يشهد رفرفة ردائها، وذا المطار كان يعرف نسيم حضرتها أين يلتفت حين يصل البلد وهو ليس محرمها؟ من يأتي بدواء لداء روحه وهي صانعة التركيبة؟. وجهه متراخي الفرح كسول البهجة، عيون بنية بها شوق، و وجسد رجل يحتاج امرأة عظيمة خلف.

الجو كان على نظام الساعة السادسة صباحًا بتوقيت السويد، المطر من ليلة البارحة مازالت آثاره بعد، والزرقة الحُلوة لصبح قريب مازادت صميمه الا كمًدا، لما على كل الكون أن يذكرها؟ هل لأن الكون يحفظ المعجزات ويخلدها؟ أم أن الكون أيضًا كان يحبها ولازال يعرض في نفسه شوقها؟
من الممر نحو الطائرة، صعد السلالم وتنهيدة قلب مقبوض حازت من نفسه السُبع، التفت برأسه يتأمل ندى الغمام وضباب الصباح يتراقصون على أنغام خفية للفت انتباه البشر، كل الكائنات كانت أسمى مهامها الحضور  للفت العقل، إلا هي، كانت تلفت الخافق غائبة.
وصل مقعده أين كان الأوسط بين الثلاث مقاعد في الصف المجاور للنوافذ، وضع حقيبته في الدرج العلوي وجلس وبيده هاتفه وسماعات الأذن اللا سلكية.
تزاحمت في عقله ذكريات من سنين ولّت وأماكن خلَت ومساكن هُجرت، استند على مسند الرأس في المقعد وغطت جفونه بصره تمنع الحاضر من الولوج لعقله تترك لفصول الماضي العنان لتهيج.

قبل اثنى عشر سنة| مطار السويد الدولي| فصل النَوّار| مارس

الساعة الثالثة زوالًا والركاب إتخذوا أماكنهم للإقلاع نحو الأراضي المغربية، في مقطورة درجة رجال الأعمال و في الصف اليمين ناحية النوافذ المطلة على ساحة إقلاع الطائرات كان كرسيان متجاوران على أحدهما كانت فتاة محجبة لا يرى منها إلا عباءة زُرقتُها فاتحة وخمار بنقاب أبيض وقفازات كمثل لونهما، على يسارها ذلك الغلام صاحب الملامح العربية كثيف الشعر، أكحل الحاجب والرمش، به بُنٌّ في العين وبسمة على الثغر، كانت هي تعدل خمارها فوق حزام الأمان حتى لا يرى حدُّ خصرها، وكان هو في تركيز عظيم مع هاتفه وبعد أن اتخذ مكانه مسرعًا وربط الحزام تاركًا أخته وراءه، استقام في جلسته فجأة يقول بصوت الحماس خليله وقد رفع قبضته في الهواء دليلًا على النصر: أجـــل، لقد أفحمته.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سَكنٌ صَغير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن