صوت دقات خافتة على الباب بالكاد يسمع..دقة..اثنتان..ثلاث لياذن الحمار امامي الواقف وراء الباب بالدخول..ثواني لينفتح الباب تزامنا مع ميول راسي نحوه واذا بالحلوى المغلفة تدلف للداخل بهدوء ...
" لقد طلبتني سيدي ؟!"
نطقت بصوتها الرنان للطبيب دون ان تلمحني حتى .. حقا هل تتجاهلني الان ام انها لا تعرفني ..حقا انها شيئا ما لنرا ماالاتي ..مهلا لما افكر بها هكذا اه من هذه الفتاة
" نعم ! بما انكي متدربة جديدة لديكي مهمة عليك القيام بها لنحدد كفاءاتك جيدا "
" لما ؟! الم اكن جيدة...حتى تختبرني "
قالت الفتاة بنبرة باردة تنظر مباشرة لاعين الاخر
"لا.. ولكن تحتاج والدة السيد جيون الى رعاية وهي في منزلها لذا لم اجد شخصا مناسب للاعتناء بها .. هيا نورسين لا يجب ان نخذل مرضانا هنا خصوصا وانها من عائلة جيون"
اممم لما هي عنيدة هكذا الم يكفي اسمي لاقناعها لقد مللت حقا لافكر بانهاء الامر حينما قلت قبل ان تنبس هي
"لن يكون امرا صعبا مجرد نصف شهر على الاكثر بالاضافة ان راتبك سيتضاعف .. فكري جيدا نورسين"
اخخ لما نطقت اسمها ولما اقنعها اصلا .. لكن اسمها جميل حقا انه استثنائي ومميز..
"عفواا"
نظرت لعناي بجراءة بالغة ..اه من كبرياءها وتعاليها ولكن ..عيناها انهما اجمل معركة هزمت فيها
"من وجهة نظر نورسين"
حينما نطق الرجل بجانبي اقعشر بدني حقا خصوصا حينما نطق اسمي ..بالرغم من اني لم انظر له منذ قدومي الا ان هالته السوداء وطاقته المظلمة زعزعت كياني اما نظراته الغامضة المصلبة اتجاهي فانها امر اخر تماما .. لما يبدو متحجرا هكذا ..
"كما سمعتي..لا احتاج للاعادة"
حقا انه متغطرس
"اووو..حقا"
ولكن عندما لاحظ المشرف الجو المشحون بسبب نظراتنا .. تدخل ..
"لا عليك سيدي ..ساقتعها .. بما انها راقت لك "
سيدي؟! .. الان فهمت سبب تغطرسه..لا يهم
لقد غادر الان .. لذا بقي المشرف يقنعني ويقول اني لن اخسر شيئا .. بل بالعكس ستزداد فرص تقدمي واشتهاري في هذا المجال لاني ساكون الممرضة الخاصة للسيدة جيون .. لذا وافقت ..لكن نظرات ذلك الرجل لم ارتح لها .. لكن لا باس ربما هو هاكذا مع الناس كل .. لا اريد ان افكر بسلبية ..خصوصا وانه قال ان راتبي سيتضاعف ان كان عند كلامه طبعا .. اريد ان استقل .. لذا قررت ان لا مزيد من العبء لعمة ماريا ..نعم .. سافعلها .. ساوافق..
00 : 07_صباحا
_اليوم .. سأبدأعملي عند عائلة جيون ..قبل ذهابي ودعت العمة واتجهت للمستشفى .. دار نقاش صغير بيني وبين المشرف علي .. حول كيف ساتصرف وماذا سافعل واخذت جدول اعمالي .. حينما غادرت المستشفى .. كانت هناك سيارة سوداء بانتظاري .. صعدت بها تحت استغاربي الشديد..حسنا لا باس .. لنكمل ..
_داخل السيارة..
كان الصمت سيد المكان...بدأت بعض الصور والذكريات تعود لذاكرتي..عموما لقد بدأت بمحوها مؤخرا لا أعرف لما عادت الأن..جميعها بدأت تتلاشى , من الوجود الى مخيلتي , من الفراغ الى صدري , من الظهور الى العدم , ومن التجدد الى الاختفاء , جميعها بدأت تختفي بالوداع..لم تعد تتواجد أمامي تلك الأ حداث من حياتي لا في عيني ولا على سطحي , أصبحت كالفجوة بداخلي تخفيها أضلاع صدري وقلبي و أضلاعي..كلها ذهبت بعيدا وجعلت الوجود أكثر فساحة , والفراغ الذي نَمَتْ به.. أصبح أرضا جافة تنتظر المطر , والبياض يظهر بشكل مبالغ الان في حياتي , ويتجدد في عيني مع كل صباح هنا , بدأت رئتاي تأخذ هَوَاءً جَدِيدًا.. مختلفا تماما عما كان فيها من قبل , وذاكرتي تستقبل اسماءًلم تكن تتضمن قائمئتها وصوتي..الذي اعتاد على الصراخ من الألم , اصبحت الضوضاء تزعجه , وتعكر صفو نبرته , وكلماته الجديدة التي بات يرددها , اصبحت تعني الكثير الان .. وأخيرا بدأت انعم بالقليل من السلام الداخلة هنا في كوريا ..
_الصور; محطات الانتظار القديمة , الذكريات ; اصوات الفراغ والماضي , تودعني بكل حفاوة , وتعطيني المزيد من الفرص..الجديدة , والتي لم اتصور يَوْمًا أِمتلاكها. تمتد حولي.
انا اشكركِ حقاَّ..ماريا ❤️
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
