مَسْرَحِيَّةٌ

59 9 43
                                    

مهلًا، إنّه فَارِغ، لَا يُوجدُ بهِ ورَقة، إنّه فقطْ ظرْف خالٍ مِن أيِّ شيء.

لحْظة، الَا يعْنِي هذَا أنّ هُناك أحَد فِي الملجَأ يعلمُ بأمرِ هذهِ الرَّسائِل وأخذَ الرِّسالة مِن الظرْف. نزلتُ الدّرَج لِأبعْد هذهِ الأفكَار عنْ رأْسِي.

"صباحُ الخيرِ جميعًا، صباحُ الخيرِ سيِّدة ماري".

قلتُ بِتوتُّر بيْنمَا أجلسُ على الكرسِي الخشب الذي يُقابل نافين وكانتْ السَيِّدة ماري تَجلسُ بِالمقدِّمة كَالعادة.

"صباحُ الخيرِ فيوليت".

نطقتِ السيّدة ماري كلَامهَا بِحدَّة بيْنمَا تنظُر لِي بِنظرَة مُتفحِّصة جدًا.

"فيولا، أعْطنِي بيضَتكِ".

لَقد كَانت روز تهمِسُ فِي كُل إفطارٍ تطلبُ البيضَ وكنتُ أتظَاهر بأنِّني لا أُحبه وأقدِّمُه لهَا بِرحابةِ صدر وأنا أنظرُ لِلابتسَامة التّي تكادُ تُمزِّق فمهَا فلطالما كان الإفطَار في الملجَأ بسِيطًا ولا يكْفي لِإشباعِ بُطوننَا لكننا نكتفِي بالصَّمت والأكْل بِهدوءٍ كي لا نعَاقب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

"أنا مُغَادرة".
تكلمتُ بيْنمَا أنْتعلُ حذَائِي ذُو اللّونِ الغُرابي القَاتم.

"عِندمَا تعُودِين، إجْلبي معكِ بعضَ الكعكِ".
قال ناثان بعُيونٍ لطِيفة لِذا لَم أسْتطع الرَّفضَ.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فَور دخُولِي، لَحفني عَبق القهْوة يسْتَوطن قلْبِي كَالعادة.

"مرحبًا دوغلاس".

عندمَا سمِع صَوتي ابتْسم وجهَهُ مِمّا أظهرَ أنْيابهُ البيضَاء.

"فيولا لَقد تأخَّرتِ لِذَا ابدَئي بِالعمل فورًا".

لَم يكُن نظرهُ مَعي عِندمَا تكلّم بَلْ معَ فنجَانِ القهوة الذِي يبدُو كَالونٍ عينَاه.

"هلْ أبدأُ بِأخذِ طلّباتِ زبَائنك؟".

"إنهُم ليسُوا زبائِيني بلْ زبائنُنا.".

"سوفَ أعتبرُهم زبائِنُنا عِندمَا ترفَعُ راتبِي أيُّها المدِير البخِيل."

عِند قولِي ذلكَ توَقّف عنْ تأمُّل فنجانِ القهْوة و بدأَ ينظُر إتجَاهي بِقهوِيتاه.

"توقَّفِي عنْ قولي الهراء وإلا طرَدتكِ عزيزتِي."

هلْ يُهدِد الآن فتاةً ظرِيفة مثْلِي؟ لَقد كُنت أعتَبرهُ أخًا لِي ولكنِي الآن أحذفهُ منْ قَائِمة أشْخَاصِي المُقرَّبين، فَشَخص بخِيل مِثْله سَيلوثُ قائمَتي البيْضَاء لِتصبِح سوْداءَ.

كَالْقَمَرِ | [رَسَائِلُ مِنْ مَجْهُولٍ].حيث تعيش القصص. اكتشف الآن