الْبِدَايَةُ [كَالْقَمَرِ!].

120 23 42
                                    

فِيُولِيتْ...

"آدَامسُون، امًّا أَنْ تأخُذِي الكتَاب أو تَوقُّفِي عَنْ تأَمُّلهِ مِثْلَ البلهَاءِ".

كَانت مَالِكة المكتبةِ توبخُنِي بسَببِ شُرُودِي بِالكتَاب ولكنَّ هَذَا لَيس خطئِي بلْ خَطأ المَجهُول.

"أَعتَذِرُ سيِّدَة جُوزفين".

فَورَ انتهَائِي مِنْ الكلَام خَرجتُ أَحمِلُ ذَلِكَ الْكِتَابَ بِكِلتَا يَدِيَّ وَكَأَنَّهُ قِطْعَة ثَمِينَة، وَهُوَ كَذَلِكَ بِالْفِعْل.

"لَقَدْ عُدْتُ".

قُلْتُ بِابْتِسَامَةٍ بِمُجَرَّدِ دخُولِي الْبَاب وَقَدْ تَرَدَّد فِي أذُنَي صَوْتُ أَقْدَامِ أَخَوتِي وَهُمْ يَركضُونَ نَحوِي، فتحتُ لَهُم كِلْتَا ذِرَاعِي اسْتَقْبَلُ حضنهُمْ الدّافئ الَّذِي يُزِيلُ عَنِّي إِرهَاقِي.

"فيُولا مَرْحَبًا بِعَوْدَتِكِ".

نَطَقَ الْجَمِيعُ ذَاتَ الْكَلِمَةِ وَلَكِنْ فِي أَوْقَاتٍ مُتَفَاوِتَةٍ.

"رُوز، جَاك، مِيلِيسَا، أَيْنَ جُونَاثَان؟".

تَسَأَّلْتُ بَعْدَ أَدْرَاك عَدَم وُجُودِهِ بَيْنَهُمْ.

"لَقَدْ قَامَتْ الْمُدِيرَة بِاسْتِدْعَائِهِ إِلى مَكْتَبِهَا مَرَّةً أُخْرَى". تَكَلَّمَتْ رُوزْ بِعَدَمِ اهْتِمَامٍ.

"هَلْ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْقَذَهُ؟".
سَأَلْتُهُمْ بِابْتِسَامَةٍ.

"نَعَمْ".

نَطَقَ كُل مِنْ جَاكْ وَ رُوز بَيْنَمَا اكْتَفَتْ مِيليسا بِالصَّمْتِ.

"ميلي هَلْ تَخْفِيْنَ شَيئًا عَنِّي؟".

نَظَرْتُ لَهَا بِشَكٍّ وَقَدْ قَطَعَتُ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ حِينَ لَاحَظَتْ يَدَيْهَا الَّتِي أَمْسِكَتْ بِهِنْدَابِ فُسْتَانِهَا بِتَوَتُّرٍ.

"أَنَا لَا أُخْفِي شَيْئًا عَنكِ أُخْتِي فَيُولِيت".

حَاوَلتْ أَنْ تَمْحُو نَظَرَاتِ التَّوَتُّرِ لَكِنَّهَا مكشُوفَةٌ بِالْفِعل.

"بِالطَّبْعِ أَنْتِ لَنْ تُخْفِيَ شَيْئًا".

بَدَأْتْ فِي التَّحَرُّكِ بِتَوَتُّرٍ لِتَنْطِقَ بِنَبْرَةٍ مُهْتَزَّةٍ.

"فِي الْوَاقِعِ إِنَّ جو-".

أَثَارَتْ استِغرَابِي عِنْدَمَا رَأَيْتُ ملَامِحهَا الْمُرْتَعِبَة مُتَوَجِّهةً لِمَنْ يَقْبَعُ خَلْفِي إِلتفتُ سَرِيعًا فَإِذَا بِي أَرَى نَاثَان يُرسِلُ لَهَا نَظَرَاتٍ تَهْدِيدِيَّةً كَفِيلةً لِطَبَقِ فَمِهَا لِمُدَّةِ أُسْبُوعٍ.

"نَاثَانْ لِمَ اسْتَدْعَتْكَ الْمُدِيرَةُ؟".
تَسَاءَلْتُ بِفُضُولٍ.

"بِسَبَبِ شِجَارٍ بَسِيطٍ افْتَعَلَتْهُ".

كَالْقَمَرِ | [رَسَائِلُ مِنْ مَجْهُولٍ].حيث تعيش القصص. اكتشف الآن